حرائق اتهم فيها الأهالي الجن
حوادث لا تنتهي، بطلها دائمًا مجهول، لم يستطع أحد التأكد من أسبابها، ولكن هناك اتهامات عدة تطول الجن، وأنه السبب في اندلاعها، وتكررت العديد من الحرائق في قرى مصر، وعادة ما تثير هذه الحوادث، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، آخرها ماحدث في محافظة الشرقية، اليوم، بتأكيد مواطن من مركز فاقوس، اشتعال النيران في منزله عدة مرات، متهمًا الجن بالتسبب في اندلاع الحريق.
وتلقى اللواء عاطف مهران مدير أمن الشرقية، إخطارا يفيد بنشوب حريق بأحد المنازل بقرية الغزالي التابعة لمركز فاقوس، 7 مرات على فترات متفاوتة، منذ نحو 40 يوما، وكان آخرها اليوم، وأفاد "عبده" صاحب المنزل، بأن الحريق بدأ في الطابق الثاني من المنزل، في شقة لم يقيم بها أحد، ثم انتقل إلى الشقة المجاورة، ثم انتقل إلى الطابق الأول.
وأضاف، أنه جرى الاستعانة بعدد من المشايخ لقراءة القرآن، بعد اتهامات بأن الجن وراء الحريق، إلا أن محاولات المشايخ لم تفلح في توقف الحرائق.
ولم تكن هذه الواقعة هي الأولى، فوقعت العديد من الحرائق، التي أتهم فيها الأهالي الجن من قبل، نعرض أبرزها فيما يلي:
نشبت حرائق متكررة في عدد من الحقول الزراعية بقرية خليل واصف، التابعة لقرية الشريف بمركز ببا جنوب محافظة بني سويف، دون معرفة وتحديد السبب الرئيسي لتلك الحرائق أو مصدرها، ما دفع الأهالي إلى اتهام "الجن"، بأنه وراء إشعالها التي امتدت لأكثر من 10 أيام متتالية في القرية، أتت على أغلب العشش، وطعام الماشية الجاف المخزنة بالحقول.
"حسين إمبابي" أحد أهالي منطقة المجرى بقرية خليل واصف، يقول لـ"الوطن"، "لو حد حكى لي ما حدث مكنتش صدقته، لكني شفت بعيني نيران تشتعل بشكل مفاجئ ومكثف، وحينما نردد التكبير الله أكبر تنخفض النيران وتهدأ".
واشتعلت حرائق، التهمت أثاث 18 منزلاً لعرائس وربات بيوت، ما دفع الأهالي لهجر منازلهم، وجلسوا في الشوارع، وسط التسلح بالقرآن والدعاء لكشف الغمة، لتتحول الشوارع إلى مخيمات إيواء، وتجددت الحرائق فى 5 منازل بالقرية، واتهم الأهالي آنذاك الجن بأنه المسئول عن ذلك.
اشتكي عدد من أهالي قرية الشمرات، التابعة لمركز أبوتشت في قنا، من اندلاع حرائق بشكل عشوائي في منازلهم، دون معرفة أسبابها.
واندلعت الحرائق في قرية خليل واصف بمحافظة الفيوم، فى عدد من الحقول الزراعية، على مدار 10 أيام متتالية، أتت على حظائر الماشية، دون معرفة السبب الرئيس لتلك الحرائق، ما دفع الأهالى لاتهام الجن، بأنه وراء إشعالها.
وفي العام الماضي، تجمهر أهالي قرية بيهمو، في الفيوم، أمام قسم الشرطة مطالبين بمساعدة الأجهزة الأمنية، للتغلب على الحريق الذي أحدثه الجن، في شقة عريس، على حسب قولهم، خاصة بعد حريق منزل شقيقه قبل الحادثة بـ15 يومًا.
ومنذ عامان، سيطرت حالة من الرعب على أهالى قرية أبوعيسى، في كفر الشيخ، إثر اشتعال النيران، فى بعض منازل المواطنين، بدون أسباب، ما أدى إلى هجرهم منازلهم، واستعانوا بالشيوخ، وسط ترديد، عبارات وخرافات عن وجود الجن والأشباح.
وتكرارا لسلسة الحوادث، كانت قرية "الشرقاية"، التابعة لمركز كفر صقر في الشرقية، تجدد اشتعال النيران في أحد المنازل، بها عدة مرات، حسب قول الأهالي، وأرجع العديد منهم، سبب اندلاع الحريق إلى "الجن".
من جانبها استنكرت النائبة الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الشريف وعضو مجلس النواب، الحديث بهذا الشكل عن الجن، ومسؤوليته عن الحرائق، قائلة: "دي خرافات، ومن يصدقه يكون عقله مغيبا، وهو أمر مرفوض شرعا"، على حد قولها.
وقالت "نصير" في تصريحات خاصة لـ"الوطن": إن لكل إنسان عقل يستطيع التمييز به، ولابد للإنسان أن يأخذ بالأسباب، فالجن له القدرة على التشكل بأشكال مختلفة فقط ولكنن لن يكون مسئولا عن حوادث، "أوقات جهل الإنسان بسبب الشئ، يخليه يطلع أي كلام ويحوله لخرافات مرعبة"، مختتمة حديثها "كفايكم الكلام على الغيبيات لا الجن هيولعلكوا نار، ولا هيطفيها، واتقوا الله فيما أنتم تفعلون".
تعليقات الفيسبوك