مشهد من ممالك النار
تصدر المسلسل التاريخي "ممالك النار" قائمة التريندات بموقع جوجل فضلا عن التدوينات الأكثر تداولا عبر تويتر، تزامنا مع عرض الحلقة الأولى منه على قناة "Mbc مصر"، أمس الأحد.
تدور أحداث العمل حول شخصيتين محوريتين، هما السلطان سليم الأول الذي تبدأ به الحكاية من مرحلة الطفولة وهو حفيد السلطان الفاتح، والشخصية الثانية هي طومان باي، السلطان المملوكي الذي كان وُلّي العهد في القاهرة المملوكية عام 1500 ميلادية، وجهزه عمه قنصوه الغوري سلطان مصر، لتولي مقاليد الحكم لاحقًا.
صناع العمل الدرامي التاريخي تحدثوا عن "ممالك النار" وكواليسه تزامنا مع عرضه، من بينهم الفنان خالد النبوي، الذي قال إنه كان يحلم بتجسيد دور القائد التاريخي طومان باي، مضيفا خلال استضافته ببرنامج "صباح الخير يا عرب"، "فخور إني أكون جزء من حدوتة في تاريخنا الكبير".
وتطرق "النبوي"، إلى الحديث عن الطفل إدريس خروبي، أحد أبطال الممثل، حيث جسد دور طومان باي في مرحلة الطفولة، موضحا: "لم تكن لي أدوارًا مشتركة معه، ولم أنصحه بشيء لأني ممثل مثله، كما أنني كنت سأتسبب في ارتباكه، ومن ثم وجب عليه أن يتلقى كافة التعليمات من فريق الإخراج"، مؤكدا أن "إدريس" قدم مجهود كبير واصفا إياه بـ"القمر".
وفي نفس اللقاء، أكد "النبوي" أن العمل الدرامي دليل واضح على إمكانية اتحاد العالم العربي، لافتا إلى أن فريق عمل المسلسل، شارك به عدد كبير من فناني الدول العربية، من كل التخصصات.
"ممالك النار هو محاولة من صانعيه لنقل الدراما التاريخية العربية للمكانة التي تستحقها".. ذلك كان تعليق محمد سليمان عبد المالك، مؤلف العمل الدرامي، خلال تصريحات سابقة له مع "الوطن"، مؤكدا أنها فرصة لمواكبة التطور والتغير الذي يحدث في العالم من حولنا بالدراما بشكل عام، كما سعى لتغيير الصورة النمطية للدراما التاريخية في الوطن العربي.
ويرى سليمان، أن الوطن العربي في حاجة إلى إنتاج هذا النوع من الدراما التليفزيونية التاريخية، كون لأجيال الجديدة تستقي معلوماتها التاريخية بل ومعلوماتها عن العالم أجمع من السوشيال ميديا والميديا بشكل عام، مضيفا: "نتعرض منذ سنوات لحرب وعي سواء من الدراما العالمية أو الدراما التركية والأجيال الجديدة تشاهد تلك الأعمال التي تكتبها بعض الدول من وجهة نظرهم فقط ويزيفون التاريخ، لذلك يكمن الحل في تلك الحرب في المواجهة والمقاومة عن طريق إنتاج أعمال درامية تاريخية بمستوى عالى من الجودة والحرفية".
وتحدث مؤلف ممالك النار، عن دور الشركة الإماراتية التي قامت بإنتاج المسلسل، واصفا المنتج ياسر حارب أنه على قدر كبير من الوعي وأديب أيضا ولا يسعى للربح فقط، وإدراكه لأهمية المحتوى الذي يقدم.
وعن الفنيات الدرامية، تحدث عنها المنتج ياسر حارب، في بيان صادر عنه، إذ قال سعي صناع "ممالك النار" الخروج بصورة مختلفة من ملابس وإضاءة وديكور وعناصر أخرى، كما تعاقدت شركة الإنتاج مع أفضل الفنيين والتقنيين على مستوى العالم، معللا ذلك: "أؤمن بالكوادر العربية، وقدمت برامج منذ 10 سنوات كانت منفذة من قبل جهات عربية وأفخر بذلك، لكن الفكرة هنا ليس إعطاء أفضلية الغرب على الشرق، بل تقديم رؤية مختلفة.. لدي قناعة بأن مزج ثقافات مختلفة في عمل فني لا بد وأن ينعكس إيجاباً على الشاشة.. من هنا جاءت الفكرة في أن نتعامل مع مختلف الفنيين من إيطاليا وبريطانيا وإسبانيا وجنوب أفريقيا وغيرها، منهم من شارك في أعمال عالمية من بينها العمل الضخم "صراع العروش" (Game of Thrones)".
وعن تحميل العمل أبعاداً سياسيّة، قال: "لا يمكننا فصل الفن عن السياسة، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن هذا العمل صُنع لغرض سياسي، بل أغراضه اجتماعية وفنية"، مؤكدًا أنه جرى تنفيذ معارك على مستوى عالمي في عدة حلقات من المسلسل.
والمسلسل يجمع كوكبة من نجوم العالم العربي، منهم خالد النبوي، رشيد عسّاف، محمود نصر، ياسين بن قمرة، سهير بن عمارة، كنده حنا، عبد المنعم عمايري، نضال نجم، خالد نجم، سعد مينا، خالد كمال، محمد حاتم، بهاء ثروت، محمد جمعة، محمود حافظ، يزن السيد، ديما قندلفت، عبد الرحيم حسن، لبنى ونس، علاء قاسم، علي صطّوف، رامز أسود.
"نحن أمام مسلسل مختلف في الشكل والمضمون، فقد استلزم تنفيذ العمل تقسيمًا ما بين البحث التاريخي الذي بدأنا به مع المدقق التاريخي عدنان الوحيشي، مرورًا باختصاصية استراتيجية للمعارك مع رانيا باراك، وتركز جهودنا في تلك المرحلة، حول فهم ظروف الحقبة التاريخية بدقة، وكيف يفكر القادة من حيث المخططات العسكرية".. بتلك العبارة لخص عزام فوق العادة، مُخرج المشاهد الدرامية لـ"ممالك النار"، بداية عمله بالمسلسل.
وسرد مخرج ممالك النار، في بيان صادر عنه، التفاصيل التي أعقبت البحث التاريخي، قائلا: "أعقب ذلك مرحلة العمل مع اللجنة الإبداعية، وأجرينا إعادة كتابة لمشاهد المعارك المطلوب تنفيذها"، مثلاً: ماذا نضيف وماذا نتلافَ بحسب وجهة نظر المؤرخين؟
أما عن آلية مراحل التنفيذ، تابع "كنا نلتقي بعناصر العمل، لنخبرهم عن الأفكار الجديدة ونبلغ بها الفريق متعدّد اللغات، ثم ألتقي المخرج بيتر ويبر، لأتعرف على تصوراته حول المعارك، ونتائج تصويره في وحدة التصوير الأولى، ولاحقًا قدمنا تصوّرًا للقصة، وكيفية توزيع لقطات التصوير بين الوحدات الإخراجية الثلاث، إضافة إلى التنسيق مع مختلف الأقسام، من ديكور وملابس وماكياج وشعر وأسلحة، وغيرها. أما المرحلة الثالثة، فكانت مع انضمام مخرج المعارك أليخاندرو توليدو".
تعليقات الفيسبوك