يومها منقسم إلى نصفين، فى الصباح طالبة بالصف الثانى الإعدادى، وبعد الظهر بائعة على فرشة فى منطقة الفجالة.. هكذا تعيش عواطف أحمد، ١٤ عاماً، يومها بين الاجتهاد فى دروسها ومساعدة والدتها على نفقات المعيشة، تخرج من مدرستها متوجهة إلى شارع الفجالة، تعقد شعرها «كحكة» وتجلس أمام الفَرشة ٨ ساعات بملابس المدرسة ثم تعود إلى والدتها بما جمعته من نقود.
«طلعت الدنيا ما لقيتش غير ماما، بابا الله يرحمه مات وما سابش لنا حاجة، إحنا الاتنين بنشتغل، هى بتقف على الفرشة فترة الصبح، وأنا باجى من المدرسة أستلم منها، إحنا عايشين لوحدنا ومن صغرى أمى علمتنى أتحمل المسئولية»، ترى «عواطف» أنها لا تعيش كقريناتها، فحياتها مقتصرة على المدرسة والرصيف، لم تعرف اللعب يوماً حتى وهى صغيرة، ولا تقدر على الخروج فى نزهة ترفيهية مع زميلاتها حتى لا تكلف والدتها ما لا تطيق. معاناة أخرى تواجهها «عواطف»، هى المضايقات التى تتعرض لها فى الشارع، فبعد بلوغها الـ١٤ عاماً، ظهرت عليها معالم الأنوثة وبدت لافتة لأنظار المتحرشين: «بعض الناس بيضايقونى خصوصاً بالليل، لكن أنا باعرف أوقف كل واحد عند حده، أنا واقفة فى الشارع عشان أشتغل وأساعد أمى، غير شباب كتير بيسرحوا فى الشارع لا شغلة ولا مشغلة».
تعليقات الفيسبوك