بعد صلاة الجمعة، وبينما تأهب المصلون للخروج من مسجد قرية منية الحيط فى محافظة الفيوم، سمعوا صوتاً مرتفعاً يناشدهم بالتبرع بالدم لإنقاذ حياة شاب فى العشرين من عمره، سيخضع لجراحة زرع كبد والمستشفى يشترط تقديم 350 كيس دم لإجراء العملية.
المستشفى طلب 350 كيس دم فتبرعوا بأكثر من 500
وفى لفتة إنسانية، فوجئ الداعى بجلوس جميع المصلين وإبداء استعدادهم للتبرع، فتحولت ساحة المسجد إلى ما يشبه المستشفى، بين مصلٍّ يمد ذراعه للتبرع وآخر انبطح أرضاً للاستراحة عقب التبرع، وفى خلال عدة ساعات وصل عدد الأكياس إلى أكثر من 500، حيث انضم إلى المتبرعين مجموعة من المشاركين فى جنازتين لقرب المسجد من منطقة المقابر.
«هذا ليس جديداً على منية الحيط، فهى مصنع الرجال»، كلمات على أبوطالب، أحد أبناء القرية، مشيداً بأهالى القرية الذين استجابوا لحملة التبرع على الفور: «قبل كده جمعنا أكياس دم لمريض كبد أكتر من عدد الأكياس المطلوبة، ده مش غريب على أهل القرية». لم يقتصر الأمر على أبناء «منية الحيط»، إذ تبرع شباب من قريتى «الغرق» و«نوراة»، حسب ياسر سلامة، الذى دعا الأهالى إلى التبرع بالدم، فى المسجد وعلى موقع القرية على «فيس بوك»، وأكد أن تصادف مرور جنازتين كبيرتين تم تشييعهما إلى مقابر القرية، ساهم فى زيادة أعداد المتبرعين: «لمّا المشيعين سمعوا نداءات التبرع، رجعوا على المسجد بعد تشييع الجنازتين للمشاركة فى حملة التبرع، فى مشهد إنسانى رائع».
تعليقات الفيسبوك