يعاني الكثير من الطلاب بمختلف المراحل الدراسية، من مشكلة زيادة القلق والتوتر قبل الامتحانات، وبينما يلجأ البعض لمواجهة هذا القلق بالترفيه، والخروج من المنزل والتفكير في الحياة السعيدة والمريحة، التي تبدأ في الإجازة، لجأت جامعة هولندية إلى طريقة عكسية تمامًا، وهي حث الطلاب على التفكير في الموت.
طبقت العديد من الجامعات في هولندا، طرقًا مختلفة لمساعدة طلابها على مقاومة القلق، مثل توفير كلاب مدربة على تقديم الدعم النفسي، أو جلسات للتأمل، أو أماكن مخصصة للاسترخاء والقيلولة، إلا أن جامعة "رادباوند" بمدينة "نيجمجين" الهولندية، ذهبت إلى أبعد من كل هذا، وحفرت قبرًا في حديقة وراء مصلى الجامعة، أطلقت عليه اسم "قبر التطهير"، أو "Purification Grave"، وفقاً لما نشرته صحيفة "The Mirror" الإنجليزية.
أتاحت الجامعة للطلاب خدمة الرقود في القبر، الذي زودته بمرتبة خاصة برياضة اليوجا وبطانية، وعلى الرغم من كآبة الفكرة وغرابتها، إلا أنها لاقت اعجابًا واقبالًا متزايدًا من الطلاب، الذين تسابقوا إلى حجز جلسة رقود بالقبر، لدرجة أن الجامعة اضطرت إلى وضع الكثير من الطلاب على قوائم الانتظار، لعدم توفر وقت شاغر للنزول إلى القبر، الذي تتراوح فترة استخدامه في المرة الواحدة بين نصف ساعة وثلاث ساعات.
اشتهرت فكرة قبر التطهير بشكل ملحوظ، بعد أن حكى عنها أحد الطلاب المتخرجين في الجامعة، وعلى الرغم من ارتباط القبر بشكل أساسي وقوي بفكرة الموت، إلا أن الغرض من وجود القبر ليس أخافه الطلاب أو اصابتهم بالاكتئاب، أو حثهم على الأعراض عن الحياة، وإنما هو تذكير للطلاب بأن الحياة قصيرة، ولا يجب تضييعها في الخوف والقلق، ومحاولة لجعلهم يشعرون بالامتنان للحياة، والفرص المتاحة بها، بدلاً من التركيز على الأفكار والمشاعر السلبية.
داخل القبر، تم كتابة جملة "Stay Weird" على المرتبة، ومعناها "ابقى عجيبًا" أو "ابقى غريب الأطوار"، بينما تحمل اللافتة الموجودة بجوار القبر جملة "Memento Mori"، وهي جملة لاتينية معناها "تذكر أنك ستموت".
تعليقات الفيسبوك