حياة بائسة عاشها الفنان الراحل هيثم أحمد زكى، يتم الأب والأم في وقت مبكر من حياته، ربما دفعه هذا إلى العزلة والشعور بالوحدة حتى لو كان حوله العديد من أصدقائه والمقربين منه، وكأن لسان حاله يقول "الأب والأم ما يتعوضوش أبداً"، ظلت تلك الحالة تحاصر الشاب إلى أن توفى بمنزله يوم الخميس الماضى إثر هبوط حاد فى الدورة الدموية وهو لم يتجاوز الـ35 من عمره، ليصدم خبر وفاته الجميع حيث لم يصدقوا الخبر للوهلة الأولى، معتقدين أنها شائعة تلاحق الفنان الشاب.
شبح الوحدة يطارد هيثم في حياته ووفاته
شبح الوحدة تمكن من "هيثم" حتى لحظات الوادع الأخيرة من الدنيا فوقع فريسة، وكأنها لا تريد أن تتركه حتى فى موته فقد حملت قصته العديد من المواقف الصعبة التى دفعت الكثيرين ممن لم يعرفوا الفنان الشاب إلى التعاطف معه والترحم عليهن، حيث بدأت فاجعة وفاة "هيثم" بورود بلاغ من خطيبه إلى مباحث أكتوبر، بأنها حاولت الاتصال به أكثر من مرة ولم يستجب لاتصالاتها خلال 24 ساعة.
الأمن يكتشف وفاة هيثم داخل حمام منزله بأكتوبر
انتقلت قوة أمنية إلى مقر سكنه وقامت بكسر الباب بعد استئذان النيابة فعثرت على الفنان مُلقى جثة هامدة داخل الحمام، لم يجد من يسعفه أو حتى ينقله إلى غرفة نومه، فلا أحد يقيم معه فى الشقة، فأمرت بنقله إلى المستشفى، حيث كشف التقرير المبدئي أن سبب الوفاة هبوط حاد في الدورة الدموية، وعلى الرغم من أن الوفاة بدت طبيعية للوهلة الأولى حيث لم يظهر على الجسم أى جروج، إلا أن المباحث لم تكتفِ بتقرير مفتش الصحة، وقررت تشريحه لمعرفة ما إذا كانت حوله شبهة جنائية من عدمه.
جهات التحقيق تقرر تشريح جثمان هيثم رغم عدم وجود آثار حادثة
وضعت جهات التحقيق الجثة في ملاءة بيضاء خاصة بالمستشفى وأرسلتها إلى مشرحة زينهم، وفور الانتهاء من تشريح الجثة فى الساعات الأولى من صباح يوم الخميس الذى توفي فيه الفنان واستخراج الأوراق اللازمة، كان من المقرر تسليمه لصلاة الجنازة عليه عقب صلاة الظهر بمسجد مصطفى محمود بالمهندسين.
نقيب الممثلين يتسلم جثمان هيثم لعدم وجود أحد من أقاربه
لم يتم تسليم الجثمان لعدم وجود أحد من أقاربه من الدرجة الأولى، رغم توافد عدد كبير من الفنانين والمواطنين لأداء صلاة الجنازة على الفقيد، وهو ما دفع الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، أن يتقدم بطلب للمحامي العام لتسلم الجثمان الذي تأخر لحين صلاة العصر.
خطيبة هيثم لم تملك سوى دعوة المواطنين لصلاة الجنازة عليه
الحزن تمالك إنجي سلامة خطيبة هيثم زكي، التي لم تتمكن من تسلم جثمانه لعدم وجود صلة قرابة به من الناحية القانونية، فما كان منها إلا أن دعت المواطنين لحضور جنازته، حيث كتبت إنجي عبر حسابها الشخصي عبر فيس بوك: "إنا لله وإنا إليه راجعون صلاة الجنازة على هيثم أحمد زكي، في مسجد مصطفى محمود.. علشان خاطري ادعوا له كتير ويا ريت كله ييجي الصلاة"، وبعدها بفترة وجيزة أغلقت حساباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معلنة حزنها على الراحل.
وفاة هيثم لم تنتهِ بالدفن.. التحقيقات ما زالت مستمرة
لم تقف وفاة "هيثم" عند دفنه، حيث قامت جهات التحقيق باستجواب المبلغين عن حالة الوفاة المتمثلين في خطيبته وخالته، واستجواب أفراد الأمن الخاص بتأمين كومبوند "بيفرلي هيلز" الذى يسكن فيه هيثم أحمد زكى، وكشفت أن الفنان هيثم أحمد زكى كان عائدا من الجيم، مساء الثلاثاء الماضي، وعقب دخول إلى شقته، خرج بعدها وطلب من أفراد الأمن اصطحابه إلى الصيدلية لشعوره بـ"مغص"، وأخذ حقنة مسكنة، وعاد مرة أخرى، لكنه لم يظهر طوال اليوم ولم يرد على هاتفه.
في اليوم التالي لوفاة هيثم.. النيابة تحقق مع الصيدلي
واستمرت التحقيقات لليوم التالى لوفاة "هيثم" حيث ناقشت القوات الصيدلي الذي أعطى الحقنة للفنان الراحل، فأخبرهم بالحالة المرضية التي كان بها الفنان، وأنه أعطاه حقنة مسكنة لتنفيذ رغبته، وكشفت المناظرة التي أجرتها جهات التحقيق لجثمان هيثم، أنه لفظ أنفاسه الأخيرة داخل الحمام بعد أخذ الحقنة بفترة زمنية ما بين ساعة ونصف وساعتين، ما يشير إلى أن العثور على الجثة جاء بعد وفاته بقرابة 20 ساعة، ولم تجد أي إصابات أو جروح ظاهرية في جسد هيثم، وتبين أن الفنان لم يكتف بالذهاب إلى الجيم وكانت لديه أجهزة رياضية داخل الشقة، وأن المكملات مع ضعف تناول الطعام، قد تكون وراء شعوره بالإعياء المفاجئ.
النيابة تتحفظ على شقة هيثم وتضع مفتاحها تحت تصرفها
المشهد الأخير والأكثر مأساوية في وفاة هيثم أحمد زكي الذي أنهى وجود عائلة أحمد زكي الفنية فى التحفظ على شقته لحين ظهور الورثة، فقامت المباحث بتغيير "كالون" شقة "هيثم" ووضع المفتاح تحت تصرف جهات التحقيق بقسم شرطة الشيخ زايد لحين ظهور الورثة، واتخاذ الإجراءات القانونية، ولا تزال التحقيقات مستمرة، ويقام اليوم السبت، العزاء بمسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد عقب صلاة المغرب.
تعليقات الفيسبوك