تسير في الشارع منتظرة أصحاب المنزل التي تعمل به حتى ينتهون من شراء احتياجات البيت، للتفاجئ بقطة كبيرة الحجم ترقد على الأرض داخل حديقة لا تستطيع القيام، وعندما حاولت أية عبدالرحمن، التي لا يتجاوز عمرها الـ 15 عامًا، لفت انتباهها بصوتها، وجدتها تحرك أجزاء من جسدها، وكأنها تطلب منها إنقاذها.
سرعان ما ذهبت أية، عاملة منزل، ومقيمة لدى أصحاب البيت، إلى المسؤولون عنها تطلب منهم أن تنقل القطة إلى المستشفى، وأنها ستتحمل نفقتها من خلال راتبها الشهري، ودموعها تملأ عينيها متمنية أن تستطيع ملاحقتها.
وافق أصحاب المنزل على مساعدة أية لنقل القطة إلى المستشفى من خلال توصيلهم لها بالسيارة، حينها بدأت الفتاة تحاول البحث عن أدوات تمكنها من حمل القطة فذهبت إلى أحد المتاجر الموجودة بجوار منطقة القطة في مصر الجديدة للحصول على كرتونة تستطيع وضعها فيها وأكياس بلاستيكية.
"قلبي وجعني عليها أوي مقدرتش أشوفها ومعملهاش حاجة".. وصف أية لـ "الوطن"، التي تخيلت نفسها مكانها تتألم وتحتاج إلى مساعدة الأمر الذي جعلها لا تتردد لحظة في اصطحابها إلى المستشفى الخاصة بالحيونات: "كانت بتنزف دم من بؤها وطول الطريق سامعة نفسها بصوت عالي كنت بتقطع من جوايا".
حب الحيوانات والرحمة توغلت في قلب أية كونها رأت أصحاب المنزل الذي تعمل لديهم يملكون قطط وكلب ويعطفون على حيوانات الشارع: "بقالي معاهم يجي 5 سنين اتعلمت منهم إزاي أتعامل مع الحيوانات وأنهم روح زينا لازم نراعيهم ونحافظ عليهم".
وعندما ذهبت أية التي تعمل بالمنازل لمساعدة أسرتها، إلى المستشفى اكتشفت أنهم لا يحصلون على مقابل مادي في حالات الإنقاذ الخاصة بالحيوانات الضالة، وظلت بجوارها نحو 4 ساعات منتظرة إفاقتها بعد وضع المحاليل اللازمة لها إلا أن الأمر لم ينتهي كما تمنت حيث اكتشفت من الأطباء أنها تعرضت إلى حادث سير الأمر الذي أدى إلى نزيف داخلي ما تسبب إلى نفوقها.
انهارت أية من البكاء بعد نفوق القطة وغمرتها حالة من الحزن لشعورها بأن القطة كانت تستنجد بها، منذ أن وجدتها ثم اخذتها لدفنها بالخارج: "حاجة توجع بس اللي مريحني إني خلصت ضميري، وعملت اللي عليا من أول ما شوفتها".
تعليقات الفيسبوك