بأدوات بسيطة من الحديد والخشب والورق المقوى، وفكرة مبتكرة مستمدة من النظام التعليمي الجديد للمرحلة الابتدائية، صنعت معلمة وسيلة دراسية جديدة لطلابها بإحدى مدارس الجيزة، لتسهيل الأمر عليهم، تصلح لمختلف المواد، سواء الرياضيات أو العربي أو الإنجليزي، لتفاجئ بها طلابها وزملائها بالعمل في بداية الأسبوع الدراسي.
فتحية عبدالجواد، معلمة بمدرسة "المنى" في محافظة الجيزة، ابتكرت "الاستاند الذكي"، وفقا لتسميتها له، حيث كرست فترة الإجازة لدراسة النظام التعليمي بتركيز من أجل تسهيل الأمر على الطلاب، حتى توصلت لتلك الفكرة التي يسهل من خلالها تعليمهم مختلف المواد.
اقتنت المعلمة البالغة من العمر 47 عاما عامودا حديديا يبلغ طوله 6 أمتار، قسمته لعدة أجزاء لدى الحداد، بالإضافة لكرات خشبية اتجهت لطلاء كل مجموعة منها بلون مختلف في أحد الأفران بمنطقة المنيب، دون الإفصاح عن الفكرة لزملائها المعلمين "قولتلهم تفتكروا هعمل إيه وفضلت أسمع فكرة كل واحد، اللي محدش بردو عرف أنا بعمل أيه".
صممت المعلمة "الاستاند" بتغطية كافة إطارته لمنع أذية الطلاب، وبداخله ٤ أعمدة تحتوي كل منهم على مجموعة كرات بلون مختلف، وعداد للقيم المكانية للأرقام تصل حتى الآلاف والتي تخدم منهج الصف الثاني والثالث الابتدائي، مع امكانية زيادة الخانات لإضافة الأعمدة، والذي يعتبر جزء بحثي بالمنهج الدراسي، بالإضافة للجزء السفلي يتم وضع بطاقات للكتابة والحساب به.
بينما بالجزء العلوي جعلت إحدى واجهاته بالفلين والقماش لتزيينها أو استخدامها بأي شئ آخر، وواجهة أخرى يمكن من خلالها الكتابة سواء للعربي أو الإنجليزي، حتى يتمكن الطلاب من تحسين خطوطهم.
تصل مساحة "الاستاند الذكي" لحوالي متر وارتفاع متر ونصف، استغرق تنفيذه أسبوع كامل، تجولت فيه المعلمة بين عدة ورش لإتمامه، بمساعدة أسرتها، والذي تعمدت فيه نشرت أجزاء منه عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لتشويق وجذب عقول زملائها وطلابها.
تهدف فتحية عبدالجواد من فكرتها الجديدة لتحسين أسلوب التعليم بمدرستها والمحافظة بشكل عام مستقبلا، فضلا عن تسهيل المنهج على الطلاب، قائلة: "بحاول أعمل دوري واللي أقدر عليه علشان نبقى متميزين دايما وأحسن، والفكرة عجبت المدرسة جدا وهنبعتها للإدارة كمان إن شاء الله".
لم تكن تلك هي أولى ابتكارات المعلمة المتميزة، حيث سبق أن أوجدت حلا لمشكلة ضعاف البصر في الفصول الدراسية بأن حولته لمدرج يرتفع كل مقعد عن سابقه بمقدار 7 سم، لذلك أهدت المحافظة فصلها "سبورة زكية"، فضلا تصنيعها لأدوات تعليمية مختلفة بالخشب المضغوط، وآخرا 3 شخصيات تستفيد منهم في تدرسيها لمادة الرياضيات.
تعليقات الفيسبوك