صورة لإثنين من مقاتلي "طالبان" بمظهر مثير للحيرة
يستعد معرض "باربيكان" للفنون، بالعاصمة البريطانية "لندن"، لإقامة معرض للصور الفوتوغرافية، في شهر فبراير من العام القادم، لعرض مجموعة من الصور لمقاتلي حركة "طالبان"، يظهر فيها المقاتلون بمكياج كامل وأزهار، وهم ممسكين بأيدي بعضهم.
اكتشف المصور الألماني "توماس دفورزاك" هذه الصور، في استديو تصوير فوتوغرافي بمدينة "قندهار" الأفغانية، سنة 2002، بعد إطاحة القوات الأمريكية بحركة "طالبان" من الحكم، على الرغم من أن التصوير الفوتوغرافي كان محرماً بشكل نهائي في أفغانستان، تحت حكم "طالبان"، وفقاً لما نشرته صحيفة "Daily Mail" الإنجليزية.
يحكي "سعيد كمال"، أحد مصوري استديو "فوتو شاه" الذي التقطت فيه الصور، أن المقاتلين كانوا يذهبون سرا إلى الاستديو، ويطلبون من "سعيد" أن يلتقط لهم صورا تجعلهم يظهرون بشكل جميل.
التقط "سعيد" العديد من الصور لجنود "طالبان"، حاملين أسلحتهم، أو طاقة ورد، أمام خلفية كبيرة لجبال الألب السويسرية، وهم يضعون مستحضرات التجميل (مكياج)، وطلاء الأظافر في بعض الأحيان، بينما تتشابك أيديهم كالمحبين، بطريقة لا تتناسب مع تعبيرات وجوههم الجادة وسمعتهم كمقاتلين غلاظ القلوب.
على الرغم من منع التصوير الفوتوغرافي في أفغانستان في عهد حركة "طالبان"، سمحت الحركة لبعض استديوهات التصوير بالاستمرار في العمل، لالتقاط الصور الفوتوغرافية في شديدة الأهمية، مثل صور بطاقات الهوية وجوازات السفر.
قال "سعيد" أن عدداً قليلاً من المقاتلين ذهب لاستلام صوره، بينما لم يظهر الآخرون منذ وقت التقاط الصورة، ربما بسبب موتهم أو فرارهم من المدينة، جراء الغزو الأمريكي والقصف العنيف المدينة.
قال المصور الألماني "توماس دفورزاك" إن الصور تعتبر مؤثرة ومحركة للمشاعر، على الرغم من النفاق الشديد للمقاتلين، المثير للسخرية والشفقة، لإقامتهم واحداً من أقسى أنظمة الحكم في العالم، ثم ذهابهم لالتقاط هذه الصور سراً.
ستعرض دار "باربيكان" الصور كجزء من عرض بعنوان "الذكورة: التحرر عبر التصوير"، أو بالإنجليزية "Masculinities: Liberation Through Photography"، وسيضم هذا العرض أعمالاً لخمسين مصوراً، لبيان الاختلاف والتناقض الكبير في مفهوم ومظاهر الذكورة بين مختلف المجتمعات والثقافات.
تعليقات الفيسبوك