يتصدر الأكراد المشهد، عربيا ودوليا، بعد أن أصبحوا حديث الساعة عبر المواقع الإلكترونية و"السوشيال ميديا"، مع إطلاق القوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها هجوما عدوانيا على شمال وشرق سوريا، مستهدفا الشعب الكردي، الأمر الذي أدانته مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، واصفا هجوم أنقرة بـ"الاعتداء الصارخ" على سيادة سوريا.
ويرتبط الأكراد مع المصريين بعلاقة تاريخية ترجع إلى القرن 16 قبل الميلاد (أي منذ أكثر من 3500 سنة)، بدأت بعلاقات سياسية ومصاهرة بين الفراعنة والمملكة الميتانية، التي أسسها الميتانيون أجداد الشعب الكردي، حوالي عام 1500 قبل الميلاد، وعاصمتها "واشوكاني"على نهر الخابور، في إقليم كردستان العراق حاليا، والذين عرفهم المصريون باسم "نهارين"، وفقا لما ذُكر في كتاب "الأكراد في مصر عبر العصور"، من تأليف درية عوني، ومحمود زايد، ومصطفى عوض، والصادر عام 2011.
رسائل تل العمارنة تؤكد توطد العلاقات الفرعونية الكردية.. ومصادر: نفرتيتي أصلها كردي
وفي البداية كانت "مملكة ميتان" الكردية، التي انتهت على يد الملك الآشوري "شور ناصربال" سنة 1335 قبل الميلاد، تابعة للسيطرة المصرية في عهد تحتمس الأول، إلا أن الميتانيين تخلصوا من التبعية المصرية، وفي عهد الملك الميتاني "توشرتا" نحو 1390 قبل الميلاد، توطدت العلاقات الفرعونية الكردية وترسخت، ووقتها وصفت الوثائق المصرية الملك "توشرتا" بـ"الصديق الموالي لمصر"، حيث كان بينه وبين ملوك مصر رابطة مصاهرة ونسب.
وتؤكد مصادر المؤرخين الأكراد، في كتاب "الأكراد في مصر عبر العصور"، أن إحدى شقيقات الملك الميتاني كانت من بين زوجات الملك المصري امنحوتب الثالث، كما إن إحدى بناته المدعوة "نفرتيتي" كانت زوجة امنحوتب الرابع "إخناتون"، وبذلك تؤكد المصادر الكردية أن الملكة نفرتيتي ميتانية، أي كردية الأصل، لكن المصادر المصرية تفيد أن موضوع أصلها لا يزال موضوع نقاش.
وتوضح رسائل تل العمارنة، التي تعد من أهم المصادر الشاملة على معلومات مهمة عن الميتانيين منذ أواسط القرن 15 قبل الميلاد، وجود علاقات دبلوماسية بين الميتانيين والفرعون تحتمس الثالث.
وكضلك تبدو مظاهر للعلاقات المصرية الكردية في الرسائل المتبادلة بين ملوك ميتاني وفراعنة مصر الآخرين من الأسرة 18، وخاصة بعد أن أقيمت مصاهرة بينهم لثلاث أجيال عل الأقل وحتى انهيار الإمبراطورية الميتانية.
وحديثا، نقلت وكالة كردستان للآنباء "آكانيوز" في مطلع 2009، عن حسن أحمد، مدير هيئة الآثار بمدينة دهوك بكردستان العراق، قوله: "إنه تم اكتشاف تمثال صغير للفرعون المصري توت عنخ آمون، أحد فراعنة الأسرة الـ18، وذلك بالقرب من قلعة فرعون في وادي دهوك"، وهو ما يعد بمثابة ترجمة للعلاقات الفرعونية الكردية.
ووقت الاكتشاف الكردي لتمثال الفرعون المصري، ذكر الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار اللأسبق، أن اكتشاف تمثال توت عنخ آمون في كردستان العراق شيء طبيعي، موضحا أن الإمبراطورية المصرية كانت مسيطرة على مناطق سوريا وفلسطين والعراق بالكامب قبل 3000 عام، بحسب كتاب "الأكراد في مصر".
وأوضح حواس أن هذا الاكتشاف ليس مفاجأة، لأن القائد العسكري "حور محب" نفذ حملات كثيرة في الشرق ومن الممكن أن يكون هذا التمثال انتقل إلى تلك المنطقة خلال هذه الحملات، مشيرا إلى أنه جرى اكتشاف آثار مصرية كثيرة في منطقة الشرق الأدنى.
تعليقات الفيسبوك