الفيلة نعيمة
"نعيمة" اسم لن ينسى من ذاكرة أجيال، أكبرها حالياً في عمر الـ40، فحتما قابلتها إما طفلاً يلهو بين أروقة حديقة الحيوان، محاولاً اكتشاف عالمها الجميل لأول مرة، أو مصطحباً أبنائك لنفس الوجهة الترفيهية الشهيرة، وربما تجد صورتها بين "ألبوم" ذكرياتك، مسجلاً لحظة إطعامها بـ "البطاطا".
رحلت الفيلة "نعيمة" تاركه حديقة الحيوان بلا أحد أبرز نجومها، بعد أن أتمت الـ40 عاماً، الخبر الذى أحزن الجميع بدءاً من حارسها "عم محمد"، وحتى زوارها كباراً وصغاراً، وأثار أيضاً تساؤلات عديدة حول مصير الحديقة الفترة المقبلة، وهل سيتأثر دخلها بغياب الفيل؟
"بلا شك الفيل من نجوم الحديقة، وسبب رئيسى فى إقبال الناس، وبالتالى يؤثر فى دخل الحديقة، ونحاول جاهدين استيفاء إجراءات استقدام فيل آخر، لكن فى نفس الوقت الحديقة تزخر بنجوم أخرى تحظى بإقبال الزوار مثل الزرافة والمفترسات، والسيد قشطة.. وغيرها"، كلمات الدكتور محمد رجائي، رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان.
الفيل يأتي على رأس الحيوانات المهددة بالانقراض على مستوى العالم، لذا تم إدراجه ضمن الجدول الأول للحيوانات الممنوع الإتجار بها، وفقاً اتفاقية التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البري المهدد بالانقراض "سايتس"، والتي جرى توقيعها في واشنطن 1973، وبدأ العمل بها عام 1975، ووقعت عليها مصر وعدد كبير من الدول، ما يجعل استقدام فيل آخر للحديقة ليست بالمهمة السهلة، بحسب "رجائى".
ويضيف أن "أعداد الفيلة عالمياً فى تراجع، ويحكم خروجها من الدول ضوابط، فلابد أن تكون الدولة موقعه على الاتفاقية، ولا تعانى من ندرة فى الفيلة".
وجهتان أمام مصر لاستيراد خليفة "نعيمة"، وفقاً لـ"رجائى"، إما دول جنوب افريقيا، أول شرق أسيا، وعلى حسب علاقة مصر بدولة المنشأ يحدد المقابل: "إما أن يتم منحة على سبيل الهدية أو برسوم تتراوح بين 3 و4 ملايين جنيه"، أما عملية النقل، فتكون من خلال الطيران، بشرط أن يكون حجم الفيل صغير، وعمره من 3 إلى 4 سنوات.
ويفسر "رجائى" عدم وجود نسل لـ"نعيمة" في الحديقة: "الفيل من الحيوانات التى لا تتزاوج في الأسر، ويفضل العيش في مجتمعات، لذلك فإن عمره في الحدائق، على عكس باقى الحيوانات، التى يطول عمرها فى حدائق الحيوان، فى ظل رعايتها وحمايتها من مخاطر الطبيعة".
وتستعد حديقة الحيوان لاستقدام زرافة أيضاً، حيث توجد واحدة فقط، وتخشى أن تنفق لأى سبب وتترك مكانها شاغراً.
تعليقات الفيسبوك