أبو منونة بين الواقع والسينما
"اطلع ما تسير جبان إحنا ودنا نحميك".. جملة قالها "أبو منونة" للصحفي إحسان، بأحداث مواجهة العدو الإسرائيلي ضمن أحداث العمل السينمائي "الممر" الذي سلط الضوء على العديد من الشخصيات الحقيقية بينهم المجاهد "عودة حسن عودة أبو منونة"، من أبناء سيناء، بحسب ما قال نجله "حسين أبو منونة" خلال حديثه مع "الوطن".
"أبو منونة" الشخصية الحقيقية لم يمت وشارك بحرب أكتوبر
دور "أبو منونة" بأحداث العمل السينمائي هو إيواء أفراد العملية المكلفة بتحرير المصريين من إيدى القوات الإسرائيلية فضلا عن تزويدهم بالسلاح؛ منتهيا دوره باستشهاده أثناء مشاركة قوات العملية المصرية بالتصدي للعدو الصهيوني، مختتما ظهوره بكتابة الفنان أحمد رزق اسم "أبو منونة" على الحائط، ضمن من استشهدوا ذلك اليوم.

وانتقالا للقصة الحقيقية، فـ"أبو منونة" لم يمت مثلما أظهر فيلم "الممر" وظل في مكانه يناضل حتى رحل آخر جندي إسرائيلي من الوطن، وفقا لما رواه ابنه، الذي يعيش برفقة أبيه البطل البالغ من العمر 78 عاما، والذي يعاني حاليا من جلطة دماغية أثرت على النطق لديه.
مع عرض فيلم "الممر" الذي أصبح حديث "السوشيال ميديا"، حرص ابن السيناوي "أبو منونة"، على تسليط الضوء على قصة والده ورحلته البطولية، عن طريق نشر صورته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لأول مرة، كونه المجاهد الوحيد في عائلة "أبو منونة".

"لم يتواصل أحد معنا من صناع الفيلم لكن أبو منونة هو شخصية معروفة وضمن أشهر المجاهدين في سيناء أثناء الحرب ضد العدو".. كان ذلك تعليق ابن البطل السيناوي حول تواصل أحد من نجوم "الممر" معه، لافتا إلى أن قصة الهجوم التي ناقشها الفيلم لتحرير المصريين حدثت بالفعل ووالده شارك بها.
ابن "أبو منونة": والدي كان مسؤولا عن تثبيت الألغام في معسكرات العدو
وعن دور والده الحقيقي، بحسب ما رواه له، فكان يدور حول تلغيم معسكر العدو بالكامل مع اثنين من زملائه، ثم عادوا لتثبيت الألغام على البطاريات وبعد ذلك تدخلت القوات وأنقذت المصريين، لافتا إلى أنهم لم يخرجوا بدبابات مثلما ظهر في الفيلم بل خرجوا على أرجلهم.

وأثناء الخروج، كان لـ"أبو منونة" دور آخر في إخفاء آثار القوات المصرية حتى لا يعثر عليهم العدو الإسرائيلي، وذلك بالاعتماد على أحد الأشجار وجرها بالحبال.
وسرد حسين أبو منونة، أن والده كان في ذلك التوقيت مستهدفا حاول العدو الاستقصاء حول هويته التي كانت مجهولة وقتها، لكن العناية الإلهية أنقذته عن طريق صدفة جمعته بسيدة عجوز قدم لها المساعدة؛ ليهرب وقتها من الإسرئيليين.
وبصوت يملؤه الفخر، سرد حسين بداية قصص بطولات والده التي بدأت مع مشاركته في حرب اليمن ثم التجنيد بالجيش المصري بعمر الـ19، وانضمامه بعمليات عدة خلال حرب الاستنزاف، لافتا إلى العديد من مهاراته والتي بينها إجادة السباحة وركوب الجمال والقدرة على الهروب بمرونة من العدو والتعامل مع الألغام.

كما شارك "أبو منونة" بحرب أكتوبر من خلال التواجد خلف خطوط العدو؛ لقدرته على الهروب ودخول أماكن مختلفة كونه غير معروف للصهاينة، وفقا لما أكده ابنه، الذي أشار إلى أن لدى والده تخطيطا لمواقع يهودية تعود إلى الحرب، حيث كان يتقن تحديد الأماكن بدقة، فضلا عن نسبة السلاح وأعداد المجموعة.
وأكد حسين أبو منونة، أنه ظل يؤدي مهمته منذ 19 عاما، وحتى خروج آخر جندي إسرائيلي، وكان وقتها بمنصب "مندوب أول، ماسك خط الوسط اتصال".
تعليقات الفيسبوك