نجح العلماء في ابتكار جهاز يتمكن من ترجمة اشارات المخ الكهربائية إلى حركات فعلية
فيما يمكن أن يكون بداية لحل نهائي لأمراض الشلل بجميع أنواعها، نجح فريق بحثي في ابتكار جهاز جديد، يمكن مصابو الشلل، حتى لو كان شللاً كاملا لكل أجزاء الجسم، على الحركة مرة أخرى.
الطريقة الجديدة ابتكريها فريق بحثي بجامعة "جرينوبل" الفرنسية، وقد استغرقت الابحاث والتجارب المتعلقة بها سنتين تقريبا، وقد نجحت الطريقة في تمكين مريض بالشلل، كان يعاني من الشلل بداية من أكتافه وحتى أصابع قدميه، من التحرك مرة أخرى، باستخدام جهازاً معقداً، ينقل الإشارات العصبية من المخ إلى هيكل خارجي آلي مثبت بجسم المريض، وفقا للتقرير الذي نشره الموقع الإلكتروني لجريدة "Mirror" الإنجليزية.
تعتمد الطريقة الجديدة على استخدام مجموعتين من الأقطاب الكهربائية الصغيرة، يتم زراعة كل مجموعة منهما فوق الجانبين الأيمن والأيسر على رأس المريض، بحيث تكون الأقطاب مثبتة بين المخ والجلد، وتتكون كل مجموعة من هاتين المجموعتين من 64 قطبا كهربائيا صغيرا.
الطريقة المستخدمة في زراعة وتثبيت الأقطاب لها العديد من المزايا، التي تجعلها أفضل من الطرق السابقة، فهي طريقة "شبه غازية" أو "شبه اقتحامية"، "Semi-invasive"، لأنها يمكن تثبيتها فوق قشرة المخ، وذلك في مقابل الطريقة الغازية أو الاقتحامية السابقة، "Invasive"، والتي كان يتم فيها تثبيت الأقطاب داخل المخ نفسه، وهو شيء يعتبر أكثر خطورة وأكثر عرضة للفشل.
الأقطاب الجديدة أيضا تتميز بأنها لاسلكية، بينما كانت الأقطاب المستخدمة في التجارب المماثلة السابقة مزودة بأسلاك كهربائية، وهو أمر آخر قد يزيد من إمكانية حدوث مشاكل أثناء استخدام الجهاز.
تُثبت الأقطاب الكهربائية فوق الجزء المسؤول عن النشاط الحسي والحركي في قشرة المخ، وتقوم الأقطاب بدورها بالتقاط الإشارات الكهربائية للمخ، وإرسالها لاسلكيا إلى وحدة معالجة مجهزة، حيث يتم فك شفرة تلك الإشارات وترجمتها إلى مجموعة الأوامر الصادرة من المخ إلى مختلف أعصاب الجسم، والتي ستختلف باختلاف أفكار الشخص المستخدم للجهاز.
في حالة الطريقة الجديدة، فإن المريض الذي استخدم الجهاز الجديد في فترة التجربة، كان مكلفا من العلماء بالتفكير في مجموعة من الأشياء المختلفة، من بينها حركات مختلفة لجميع أجزاء الجسم، بحيث تتمكن اللوغاريتمات العاملة في وحدة الذكاء الصناعي من ترجمة الإشارات العصبية بشكل صحيح، ويتم توجيه الأمر المحدد، الذي فكر فيه المريض إلى الجزء المطلوب تحريكه بالضبط، وليس أي جزء آخر.
يؤكد الفريق البحثي، وعدد آخر من الأطباء والباحثين الذين تابعوا البحث، أنه لا يوجد ضمان لنجاح التجربة بشكل كامل، وأن المزيد من الأبحاث والتطوير والتجارب مازال مطلوباً، فالجهاز الجديد ليس جاهز على الإطلاق للاستخدام العلاجي الفعلي، بل هو مجرد نموذج أولي.
كما أكد أحد الأطباء المتابعين للمشروع البحثي أيضاً، أنه حتى عندما يكتمل المشروع وتصبح فاعليته أكيدة، فإن المكونات التكنولوجية المعقدة المستخدمة فيه ستجعل من الجهاز الجديد حل مكلفا بشدة، بحيث لن يستطيع الاستفادة منه إلا الأغنياء فقط.
تعليقات الفيسبوك