لم يجعل من مولده مصابا بالشلل الدماغي عائقا أمام استكمال حياته بشكل طبيعي، بل كان ملهما له كي يتخذ من نفسه واقعا يُشجع من هم مثله على الإقبال على الحياة، متخذا من لعبه كرة القدم وسيلة تبرهن على قدرات كل ذي إعاقة على الإنجاز، ليتجه في فترة أخرى كي يتعلم الإخراج المسرحي ويكون وسيلته لرسائل أكثر جذبا ويجد فيه طريقة للتغلب على سوء الواقع في بعض الأحيان.
حسن محمد الشهير بـ"حسن زيزو"، 21 عاما، بدأ لعب الكرة منذ كان طفلًا، يتابع المباريات في التليفزيون، ثم يذهب إلى التدريب في أكاديميات للأسوياء، لكنه لم يكن يشاركهم المباريات، إلى أن عرف عن وجود اتحادات للاعبين ذوي الإعاقة، مما شكَّل فارقا، تحول من خلالها زيزو من متابع وهاوٍ إلى لا حاصل على بطولات، "من صغري وأنا بحب زين الدين زيدان وحبيت الكروة على إيده وعلشان كدة طلع عليا اسم زيزو".
"حسن زيزو" يشجع ذوي الإعاقة: لازم نندمج صح
بدأ حسن زيزو في عام 2014 الانضمام إلى الاتحادات، ليحصل على المركز الثاني والثالث في مسابقات الاتحاد الرياضي المصري للإعاقات الذهنية والمركز الثاني في منافسات الأولمبياد الخاص، "الأمر اختلف لما بقى فيه اتحاد للاعبين ذوي الشلل الدماغي من أول السنة.. بقت المنافسة متكافئة، لأن قبل كدة كنت بلعب مع لاعبي الإعاقة الذهنية بقدراتهم البدنية الأعلى مني وحققت المركز الأول في الدورة الرمضانية لكرة القدم التابعة لاتحاد الشلل"، بحسب حديثه لـ"الوطن".
تحفيز أقرانه مهمة يضعها البطل العشريني أمام عينيه، بين كتابة منشورات تحفيزية ونشر صور له ثناء لعبه الكرة أو لمشاهد من حياته الطبيعية، مستغلا صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "نزول ذوي الإعاقة لممارسة حياة طبيعية جداً هدف من أهدافي في الحياة.. نفسي أحرك كل ذوي الإعاقة من البيت وأنزلهم عشان يحصل الدمج مع المجتمع"، جاعلا من نفسه مثلا يُحتذى به.
بطولات رياضية قد لا يكون زيزو مشاركا فيها، لكنه يحرص أن يكون موجودا بنفسه، يشجع اللاعبين، ويبث فيهم روح الأمل والفوز، بالإضافة إلى فعاليات عديدة يقسم وقته بينها، فهو بالإضافة إلى العمل العام والرياضة، طالب بالسنة الثانية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، كما حصل على شهادة معتمدة من وزارة الاتصالات في التسويق الإلكتروني وكان من أفضل المشاركين، "لما يكون فيه نشاط زي رحلة مثلا وفيها ذوي إعاقة بحاول أظبط وقتي علشان أكون موجود جنب الصم واتعامل معاهم بأساسيات لغة الإشارة اللي اتعلمتها أو أكون جنب شخص كفيف وأسهل عليه اليوم".
شغف وحب للأعمال الفنية، جعل زيزو يسعى مؤخرا لتعلم "الإخراج المسرحي لذوي الإعاقة"، فالتحق بورشة عمل، محاولا أن يجد في الفن المسرحي وسيلة للتعبير "بحب المسرح لأنه حياة وبديل عن الواقع، وفي الورشة اتعلمت دور الديكور والإضاءة في المسرحية ويعني إيه حركة مسرحية ومفرداتها وهكمل في المجال وحقق فيها نجاح كبير إن شاء الله"، مُختتما حديثه "بحب مجال الإعاقة كله وعايز اتعلم أتعامل مع كل الإعاقات".
تعليقات الفيسبوك