القاتل المتسلسل الياباني "تسوموتو ميازاكي"
من بين كل جرائم القتل التي تحدث في عالمنا، تلفت بعضها الانتباه، سواء لبشاعتها أو غرابتها أو الذكاء الشديد لمرتكبها، وغالباً ما تكون جرائم القتلة المتسلسلين هي الأكثر ذكاءً على الإطلاق، وربما الأكثر دموية كذلك، مثل حالة السفاح الياباني "تسوتومو ميازاكي"، أو كما أطلقت عليه وسائل الإعلام.. "القاتل أوتاكو"، أو "Otaku Killer"
"تسوتومو" كان طفلاً هادئاً
ولد "تسوتومو" في شهر أغسطس سنة 1962، وقد أدت ولادته المبكرة إلى اصابته بعيب خلقي في يديه، جعله غير قادر على ثني رسغه بشكل كامل، وقد تعرض تسوتومو للمضايقة والسخرية في طفولته بسبب هذه العاهة، وكان يحرص في أغلب الصور الفوتوغرافية على إبقاء يديه خلف ظهره، حتى عندما كبر، وفقا للتقرير المنشور بموقع "All That’s intersting"

على الرغم من جرائم القتل القاسية التي ارتكبها "تسوتومو"، وأفكاره وافعاله المنحرفة، فإنه فعلياً كان هادئاً ومتواضعاً في طفولته، وقد أثبت تفوقاً دراسياً أيضاً منذ سن صغيرة، وكان دائماً بين العشر الأوائل في فصله المدرسي. إلا أن تفوق "تسوتومو" الدراسي لم يصاحبه تفوق اجتماعي، حيث امتنع عن ممارسة أي رياضات أو أنشطة، وكان يقضي جل وقته في القراءة والرسم.
التفوق الدراسي لم يستمر في المدرسة الثانوية
كان "تسوتومو" يأمل في أن يحصل على درجات عالية في المدرسة الثانوية، ليحقق حلمه بأن يصبح معلماً، إلا أن تفوق "تسومو" لم يستمر في المدرسة الثانوية، لسبب غير معروف، وقد أدى هذا لدخوله كلية فنية صغيرة، تخرج منها ليعمل فني تصوير.

كان "تسوتومو" يعيش مع أسرته وجدته، وكانت أسرته مشهورة في المنطقة، بحكم ثرائهم النسبي وبسبب الجريدة التي يمتلكها والد "تسوتومو"، الذي كان يشعر دائماً ان اسرته لا تهتم لأمره، وكانت أخواته يعاملنه بشيء من الاحتقار، بينما لم يكن عند أبويه وقت للاستماع إلى مشاكله الشخصية.
موت الجدة كانت هي نقطة التحول في حياة "تسوتومو"
إلا أن حياة "تسوتومو" لم تخل من متنفس يحكي فيه عن مشاكله، حيث كانت جدته دائمة الاهتمام به والاستماع له، وقد ساعدته في اجتياز فترة المراهقة الصعبة، التي فكر فيها في الانتحار عدة مرات.
في عام 1988، ماتت جدة "تسوتومو"، التي كانت متنفسه وسنده الوحيد في هذه الحياة، ويعتقد أغلب المحققون وخبراء علم النفس الجنائي أن موت الجدة ربما كان هو نقطة تحول "تسوتومو" إلى طريق الإجرام.
اهتم "تسوتومو" بالمواد الإباحية، خاصة في فترة الدراسة الجامعية وبعد التخرج، وقد تطور هذا الاهتمام ليشمل تلك المواد التي تحتوي على أطفال، وقد أدت تلك المواد الإباحية، مع موت الجدة، إلى تغير كبير وغير سوي في شخصية وحياة "تسوتومو"، فكان دائم التجسس على أخواته الصغيرات اثناء الاستحمام، وعندما كن يشعرن به ويتهمنه ذلك، كان يضربهن.
الجريمة الأولى
بعد موت الجدة بعدة أشهر، ارتكب "تسوتومو" أول جرائمه، وذلك في أغسطس 1988، باختطافه للطفلة "ماري كونو"، ذات الأربع سنوات، حيث استدرجها إلى سيارته أثناء لعبها أمام منزلها، وأخذها إلى غابة مهجورة، حيث قتلها أولاً ثم خلع عنها ملابسها واغتصبها، قبل أن يترك جسدها في الغابة ويأخذ ملابسها معه، وقد عاد إلى مكان الجريمة بعد عدة أسابيع، حين كانت الجثة قد بدأت في التحلل، وانتزع يديها ورجليها واحتفظ بهم في منزله.

تلقى والدا الطفلة "ماري" صندوقاً صغيراً في البريد، وعند فتح الصندوق، وجدا مسحوقاً رمادي ناعم في القاع، وفوقه عدد من الاسنان الصغيرة، وصور فوتوغرافية للملابس التي كانت "ماري" تلبسها عند اختفائها. مع هذه المحتويات المشؤومة، وجد الوالدان المكلومان ورقة صغيرة، مكتوباً عليها: هذا رماد عظام "ماري"، حققوا وستجدون الإثبات.
استمرار مسلسل الاختطاف والقتل
في الأشهر التسع التالية، كان "تسوموتو" قد اختطف وقتل طفلتين أخرتين، وقد كانت الجريمتين مطابقتين لجريمة الطفلة الأولى "ماري كونو"، بما في ذلك ارسال الصندوق المشئوم، والاتصال تليفونياً بأسرة الطفلة والتنفس بصوت عال ومستمر ومخيف في سماعة الهاتف.

الجريمة الأخيرة
كانت جريمة "تسوموتو" الرابعة هي الأكثر إثارة للاشمئزاز والجدل، والتي أختطف فيها الطفلة "أياكو نوموتو"، 5 سنوات، والتي أقنعها "تسوموتو" بأن يقوم بتصويرها فوتوغرافياً، قبل أن يقوم بقتلها واغتصابها، إلا أنه لم يتخلص من الجثة، مثل الضحيتين السابقتين، بل أخذها معه إلى المنزل.
أبقى "تسوموتو" جثة الطفلة "أياكو" في منزله عدة أيام، حيث كان يغتصبها ويصورها فوتوغرافيا، بالإضافة إلى شرب دمائها والتهام يديها وقدميها، ومع بداية عملية التحلل، قطع "تسوموتو" الجثة إلى عدة أجزاء، تخلص من بعض منها، إلا أنه رجع واستعاد تلك الأجزاء، خوفاً من أن تجدها الشرطة.

محاولة الاختطاف الخامسة كانت وراء وقوعه في يد الشرطة
تم الإيقاع بـ "تسوتومو" في يوليو 1989، أثناء محاولته اختطاف ضحيته الخامسة، وعندما قامت الشرطة بتفتيش منزله، وجدوا ما يزيد عن 5 آلاف شريط فيديو، كانت أغلبها لأفلام الأنيمي وأنواع أخرى من الكارتون، بالإضافة إلى العديد من الأفلام التي يظهر فيها وهو يغتصب الجثث او يقوم بتقطيعها، كما وجدت أجزاء الجثة المتحللة للطفلة الرابعة.

محاكمة السبع سنين
بدأت محاكمة "تسوموتو" في 30 مارس 1990، واستغرقت سبع سنوات تقريبا، وقد بدا "تسوموتو" ي منتهى الهدوء واللامبالاة اثناء جلسات محاكمته، وأرجع أفعاله الشريرة إلى "الرجل الجرذ"، أو "Rat man"، وهي شخصية ادعى أنها تعيش بداخله، وقام برسمها للقضاة.
تأييد حكم الإعدام
قام العديد من المحللين النفسيين بتحليل شخصيته، واجراء مقابلات عديدة معه، لتحديد مدى صحته العقلية، وخلصت في النهاية إلى أنه يعتبر شخص عاقل ومسئول عن قراراته وأفعاله، ويمكنه التمييز بين الصواب والخطأ، وحكم عليه بالإعدام، في 14 ابريل 1997، لإلا أن الحكم تم تعليقه مرتان، من جانب محكمة "طوكيو" ومحكة العدالة العليا، إلا أن الحكم تم التصديق عليه أخيراً، من جانب وزارة العدل، وتم تنفيذ حكم الإعدام شنقاً في "تسوموتو ميازاكي" في 17 يونيو 2008
تعليقات الفيسبوك