من قرى مركز الطود في الأقصر، تشكَّل أول فريق من البنات لكرة الطائرة، بفكرة تطوعية قادتها عبير النجار، وأحمد خليفة، خريجي كلية التربية الرياضية، بعد أن تحمس لها رئيس مجلس إدارة نادي الحسينات بالمدينة، جلال محمد، ليتشكل فريق الحسينات منذ 6 أشهر، ويستطيع بجهود ذاتية لعضواته أن يفوز أمس على فريق جامعات ميونخ الألماني، بثلاثة أشواط مقابل لا شيء، ضمن فعاليات الأسبوع المصري الألماني، كاسرا حاجز العادات والتقاليد وفاتحا فرصة فريدة لإناث الصعيد في عالم الرياضة.
عبير: أول مرة أمارس رياضة كانت في الكلية وحبيت أغيَّر ثقافتنا في الصعيد
"أول مرة أمارس رياضة كانت لما دخلت الكلية وكان الوضع صعب عليا جدا"، كان ذلك أحد دوافع عبير خريجة دفعة 2012، وكابتن الفريق، لتهدف من فريقها الناشئ أن يصبح فرصة لنشر ثقافة الرياضة وجعلها مألوفة بين إناث موطنها، لكن الأمر لم يكن سهلا في البداية، فالبحث عن فريق للعب معه والتعلم من الخبرات العملية كان أمرا صعبا، فالأقصر لم يكن بها سوى فريق ماري مرقص، فكان الحل هو عمل منافسات داخلية بين الفريق نفسه، حتى تمكنوا من الفوز في مسابقة الاتحاد الإقليمي لشباب القرى.
رغم كونها موظفة بكلية الهندسة إلا أن ممارسة الرياضة منذ الجامعة كان قد أصبح عشقها فبحثت عن بديل يمكنها من العودة، ليصبح فريق الحسينات الذي أنشأته طوق النجاة، وكانت زيارة مدير الشباب والرياضة وتشجيع رئيس مجلس إدارة النادي دافعا نحو الاستمرار "رئيس النادي وفر لنا مكان للتمرين وكانت البنات بتيجي التدريب لابسة عبايات وتغير جوة وحطينا ستاير حولين النادي ومدير النادي عبدالحافظ أحمد خد قرار إن مفيش ولد يدخل أيام التمرين بتاعتنا"، متابعة "إحنا كنا ساعات بنلم فلوس نجيب كورة علشان إمكانيات مراكز الشباب بتكون ضعيفة لكن المركز دعمنا بالمتوافر وقبل المسابقة قالوا لنا ماتخافوش وأقنعوا البنات إنهم مايتكسفوش علشان الناس تحس بإنجازاتنا".
هند: تمارين في البيت وفي النادي وقدرت أثبت نفسي أكون أساسي في الفريق
بأعمار مختلفة وتخصصات متنوعة، تشكل فريق الحسينات من بنات قرى مركز الطود، ليزداد عددهن من 6 لاعبات فقط إلى 21 لاعبة، يؤدين تماريناتهن، حتى جاءت لحظة حاسمة لاختيار المشاركات أمام الألمانيات، وكانت هند محمد، 21 عاما، الطالبة بكلية تربية طفولة قد استعددت لتلك اللحظة، بين تمارين منزلية والتزام بمواعيد التمرينات المختلفة مع الفريق، لتتمكن من أن تكون ضمن الـ6 لاعبات ممن يشكلن الأساسي، "عرفت عن الفريق من واحدة جارتي بعد رمضان قالت لي تعالي اتسلي معانا بدل ملل الإجازة، وأخدتها فرصة ولازم استغلها لأني بحب الرياضة جدا وخلال شهرين قدرت ألفت الانتباه ليا وكنت مع الفريق اللي كسب ألمانيا".
وتحكي هند لـ"الوطن" عن شدة المنافسة بين فريق من الأوروبيات يمارسن الرياضة منذ صغرهن، متاح لهن كل الإمكانيات وفريق من قرويات صعيديات حديثات عهد بالرياضة عامة وكرة الطائرة على وجه الخصوص، لكن حتمية الفوز لمواجهة سخرية المجتمع جعلتهن يبذلن كل ما استطعن "لما كنا بنقول هنلعب مع ألمان كانوا بيتريقوا علينا ويكسروا مجاديفنا وكان لازم نصدق إننا هنكسب علشان عقلنا الباطن يدعمنا.. الحمد لله كسبنا وفريقنا اتعرف أكتر"، مضيفة أنها تتمنى أن تلعب كأحد لاعبات المنتخب وخصوصا أن المدرب أحمد خليفة وعدها بأن يجعلها تتواصل مع صديق له في نادٍ معروف أثناء فترة وجودها في القاهرة للدراسة مع بداية العام الدراسي الجديد.
مسؤولو مركز شباب الحسينات: حطينا ستاير على سور الملعب علشان البنات ماتتكسفش
انتقادات لاذعة في البداية وعدم تصديق بأنه يمكن تكوين فريق من إناث الصعيد للعب كرة الطائرة، لكن شغف كسر حاجز من العادات والتقاليد كان ما جعل مسؤولا النادي يتحمسان لها، فوافقا بمجرد أن عرض عليهما ذلك كابتن الفريق ومدربه، فحاولوا جعل المركز مناسب، باستخدام الستائر حول الملعب وتخصيص المكان يوم التدريب لهن فقط، "الفريق كسر حاجة مهمة في الأقصر وقررنا نستغل الأسبوع المصري الألماني اللي بيتعمل للمرة السادسة في الطود إننا ندعم خبرة الفريق وطلبنا من الجانب الألماني نعمل مسابقة كرة طايرة لأول مرة بعد ما بقى عندنا فريق"، وذلك بحسب حديث عبد الحافظ لـ"الوطن".
إنشاء فرق طائرة للإناث في كل القرى ومراكز الشباب هو ما يتمناه عبد الحافظ، بحيث يعمل ذلك على إقامة منافسات عدة تزيد من خبرات الفرق، حيث لا يوجد سوى منافسات قليلة، آملا أن يتمكن الفريق من المشاركة في بطولة الجمهورية والفوز بالمركز الأول بديلا عن المركز الخامس الذي حققنه الدورة السابقة "هنقسم الفريق بتاعنا ونلعب منافسات داخلية علشان يفضلوا متحمسين".
تعليقات الفيسبوك