فى سوق عريقة بمنطقة المنشية فى الإسكندرية، يجلس خميس قطب، 65 عاماً، منهمكاً فى الحياكة، يقضى أوقاتاً طويلة فى الرسم بالغرزة داخل ورشته، حتى ينتهى من صناعة الأزياء الليبية التقليدية لزبائنه من الرجال الذين يحرصون على ارتداء هذا النوع من الملابس ويبيعها لهم «خميس» بسعر الجملة.
بدأ الرجل الستينى حرفة الحياكة والتطريز اليدوى للملابس الليبية والأفريقية، قبل أكثر من 40 عاماً، يحكى أن أصوله تعود إلى العائلات السكندرية التى امتهن أجدادها الخياطة، لصناعة الأزياء الليبية والأفريقية فى حى العقادين بالمنشية، وسُمى بذلك بسبب امتهان أصحاب المحال التجارية لحرفة الحياكة فيما يعقدون الإبرة والخيوط لرسم النقوش المزخرفة، وزاد رواج هذه الحرفة بسبب وفود قوافل تجارية من الساحل المغربى والليبى إلى الإسكندرية: «اتعلمت من عينى، كنت باشوف إزاى أرسم بالخيط وأقلد التصميم، الله يرحم أيام زمان، كان فيه إقبال من المواطنين الليبيين على شرا الزى الوطنى بكثافة، وحتى السكندريين كانوا بيشتروه»، مشيراً إلى أن المصريين كانوا يفضلون اقتناء تلك الأزياء غير التجارية المتميزة بنقوشها، ومنذ سنوات قريبة اندثرت الحركة نتيجة ارتفاع أسعار الخامات.
أسعار صناعة الزى الليبى تتراوح بين ألف و4 آلاف جنيه، ومتوسط سعر الفرملة 600 جنيه، والسروال 2000 جنيه، والطاقية 100 جنيه، حسب «خميس» الذى يقضى أوقاته فى صناعة تلك القطع بين أخذ المقاسات والقصات وتحديد أنواع الأقمشة المستخدمة، موضحاً أن هذه الأسعار لاقت ركوداً نتيجة ارتفاع تكاليف الخامات، بجانب الوقت الطويل المستغرق فى الرسم والتطريز اليدوى على البدلة الواحدة، كل ذلك أدى إلى تراجع الإقبال، بالإضافة إلى عزوف بعض الليبيين عن ارتداء الزى الوطنى بمجرد وفودهم إلى مصر.
تعليقات الفيسبوك