جدران محله مغطاة بصور مطربى الزمن الجميل، الراديو المعلق فى أحد الأركان لا يتوقف عن العمل، ومؤشره لا يتغير عن إذاعة الأغانى القديمة، أما صاحب المحل فلا يهدأ عن الغناء لسيد درويش وأم كلثوم، فما يتمتع به من صوت عذب كان سبباً فى حبه للفن وفى شهرته بين زبائنه.
خيرى المرشدى، 66 عاماً، صاحب محل خياطة وتفصيل قمصان فى منطقة باكوس، وسط الإسكندرية، يهوى الغناء والعزف على الآلات الموسيقية وإقامة الأفراح، اتجه إلى الحياكة بحثاً عن الرزق لكسب قوت يومه: «اتعلمت الخياطة من أكتر من 55 سنة وفتحت محل خاص بيّا، ورغم دراستى فى معهد الموسيقى العربية بعد حصولى على مؤهل متوسط، سِبت الفن والعزف وإقامة الأفراح لإنى عارف إن الفن مهنة صعبة وأنا عايز آكل عيش». فى البداية سعى «المرشدى» كثيراً لخوض مجال الفن، لكنه واجه صعوبات كثيرة: «كنت باخد ربع جنيه فى الفرح الشعبى ووصلت لحد 4 جنيهات، مقابل الغنا والعزف، وبعد كده الدنيا وقفت ومابقتش بطلع بأى مكاسب فسبت الفن واتعلمت حرفة الخياطة ومن هنا بدأت طريق تانى لكن حب الفن فضل جوايا».
يحكى أنه من أصول فنية، عمه طلعت المرشدى، وهو مطرب معتمد فى الإذاعة، قدم أكتر من 35 أغنية إذاعية: «بقيت قمصنجى بعد ما كنت فنان، لأن الخياطة غلبت الفن أيام جمال عبدالناصر»، مشيراً إلى أنه يعانى منذ ذلك الوقت من قلة الرزق نتيجة ارتفاع أسعار الخامات من الخيوط والأقمشة. يقضى «المرشدى» 12 ساعة يومياً فى أخذ المقاسات وتحديد نوع القصات لصناعة القمصان والبدل الرجالى والحريمى: «رزقى ماشى بالبركة لأن مفيش مكسب، ساعات ببات فى الدكان عشان أعرف أعيش»، مشيراً إلى أنه كان يفصّل القميص الرجالى بـ25 قرشاً، وتدرج من 35 إلى 75 جنيهاً، لكن مع ارتفاع الأسعار تضاءلت نسبة مكسبه.
تعليقات الفيسبوك