استطلاع الهلال - صورة أرشيفية
الهجرة النبوية، الحدث الذي أجبر التاريخ على الرضوخ لتقويمه، فأصبح التقويم القمري يحسب بما بعدها وما قبلها، واليوم السبت تحتفل بعض الدول العربية ببداية العام الهجري الجديد، لعام 1441 منذ هجرة النبي محمد من مكة إلى المدينة.
والتقويم الهجري انطلق العمل به في السنة السابعة عشرة من هجرة الرسول الكريم "محمد"، في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، ويأتي التاريخ الهجري، كواحد ضمن أربعة تواريخ بالعالم وهم "الميلادي والهجري والصيني والفارسي"، معتمدا تسجيل التواريخ على ثلاثة أنواع من الحساب شمسي، أو القمري، أو الجمع بينهما، وفقا لـ"العربية.نت".
شهد التقويم تغيرات عدة لكنه ظل صامدا لأكثر من 14 قرنا من الزمان، لكن في عام 2001، انطلق المؤتمر الإسلامي الفلكي الثاني في الأردن ليصبح التقويم الهجري موحدا بفرق يوم واحد عالميا على الأكثر في كل دول العالم.
التقويم الهجري العالمي 2001
في عام 2001 تقدم مجموعة من علماء الفلك بتقويم هجري عالمي للحد من التباين في رؤية الهلال في الدول المختلفة، وتم اعتماد الفكرة في المؤتمر الفلكي الإسلامي الثاني، الذي أُقيم في العاصمة الأردنية عمّان، في أكتوبر 2001.
وتقدمت لجنة "الأهلة والتقاويم والمواقيت"، التابعة للاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، بفكرة قياس التقويم، وتعتمد على تقسيم الكرة الأرضية إلى نصفين: النصف الشرقي: وهي المنطقة الواقعة بين خط طول 180 درجة شرقا، إلى خط طول 20 درجة غربا، والنصف الغربي: وهي المنطقة الواقعة بين خط طول 20 درجة غربا، إلى غرب الأمريكيتين، حسب "بي بي سي".
وتعتمد فكرة التقويم على رصد الهلال في يوم 29 من الشهر الهجري، في أحد بقاع اليابسة في كل منطقة. وحال ثبوت رؤية الهلال "سواء بالعين المجردة أو الأدوات الفلكية"، تُعلن بداية الشهر الجديد في اليوم التالي في المنطقة كلها، ولا تعني فكرة هذا التقويم أن تبدأ الشهور الهجرية في كل بقاع الأرض في نفس اليوم، لكنها تحد من التباين في بداية الشهور في الدول بحيث لا تزيد على يوم واحد عالميا.

المؤتمر الفلكي الإسلامي الثاني في الأردن
يعد المؤتمر الفلكي الإسلامي الثاني، واحد من أهم المؤتمرات الفلكية حيث أقر التقويم الهجري العالمي، ونظمه الاتحاد العربي لعلوم الفلك الأردني ومعهد الفلك وعلوم الفضاء في جامعة آل البيت الأردنية، تحت عنوان "التطبيقات الفلكية في الشريعة الإسلامية"، خلال الفترة ما بين 29 ـ 31 أكتوبر في جامعة آل البيت الأردنية.
وفي تصريحات نشرتها الصحف الأردنية آنذاك، قال الدكتور حميد مجول النعيمي نائب رئيس الاتحاد، إن المؤتمر هدف إلى لم شمل علماء الفلك والفضاء من العالم العربي والاسلامي للمناقشة والدراسة والبحث في مشكلة رؤية الهلال وتحديدها واستخدامها في التقويم الهجري "التقويم القمري" ودقة حساب مواقيت الصلاة لمختلف المواقع الجغرافية الأرضية والحسابات الدقيقة لاتجاه القبلة في أي نقطة على سطح الكرة الأرضية وأرشفة وتنظيم البيانات الخاصة بالتطبيقات الفلكية في الشريعة الإسلامية للعالم الإسلامي، وآخر وأحدث الدراسات الفلكية وتطبيقاتها في الشريعة الإسلامية.

اعتمدت توصيات المؤتمر على الأرصاد الفلكية المستمرة باستخدام مختلف الأجهزة والتلسكوب الفلكية والفضائية ومحاولة الاتفاق على إصدار تقويم هجري عالمي إسلامي لفترة طويلة من الزمن، وإعداد خريطة فلكية إسلامية لمختلف المواقع الجغرافية على سطح الأرض تحتوي على اتجاهات القبلة ومواقيت الصلاة.
وأوضح النعيمي، أن المؤتمر تناول محاور رؤية الهلال من حيث أرصاد فلكية وفضائية والطرق الرياضية والكومبيوترية لحساب ولادة الهلال وأرشفة البيانات ومكتبة البرمجيات الفلكية، كما تناول الحسابات الفلكية لمواقيت الصلاة والتقويم الهجري وعلاقته بالتقاويم الأخرى والكون وأسراره في القرآن الكريم ونظام الشمس والأرض والقمر.
وشارك في المؤتمر خبراء من الفلكيين والعلماء والمهتمين بالعلوم الفلكية والشرعية والاسلامية من مختلف دول العالم بهدف خلق جسور تعاون علمي وتكنولوجي في مختلف موضوعات التطبيقات الفلكية في الشريعة الإسلامية.
تعليقات الفيسبوك