الإتيكيت، أو فن التعامل مع الآخرين، من الأمور المهمة، التى ازداد الاهتمام بها فى الفترة الأخيرة، لمدى تأثيرها على الأشخاص خلال تعاملهم اليومى، فما بالك بذوى القدرات الخاصة، الأحوج ما يكونون لطريقة راقية فى التعامل. تعانى شيماء محمد، التى تجلس على كرسى متحرك منذ 8 سنوات، من تصرفات سلبية عديدة من أشخاص، أثناء تنقلها فى أماكن مختلفة بالكرسى المتحرك.
«تلاقى فجأة شخص يحرك الكرسى، دون أن أطلب منه المساعدة، وبشكل قد يعرضنى للسقوط على الأرض»، موقف يحدث كثيراً لـ«شيماء»، صاحبة الـ28 عاماً، التى ترى أن مساعدة ذوى القدرات الخاصة تحتاج إلى دقة شديدة ودراية من الشخص، حتى لا يعرّض من يقوم بمساعدته للأذى أو الإحراج.
«معظم الناس يفتقدون ثقافة التعامل مع ذوى القدرات، ويظهر ذلك فى نظراتهم إليه، فينظرون باستغراب، وكأن به شيئاً غريباً أو خطأً، إلى جانب تعاملهم معه بشكل مفتعل»، حسب «شيماء».
بعد ولادة ابنتها ومعرفة إصابتها بمتلازمة داون، قررت سوزان طلعت، أن تخضعها لبرنامج تأهيلى، يتضمن الإلمام بأصول «الإتيكيت» فى التعامل، بما يتناسب مع سنوات عمرها، حتى تجبر من يتواصل معها على التعامل بطريقة لا تتسم بالشفقة أو عدم التقدير: «لازم تتعلم تاكل وتشرب وتتكلم بشكل صحيح، كأنها شخص طبيعى، حتى لا يتجنّبها أو يشفق عليها أحد، وطبعاً المهمة تحتاج إلى وقت طويل، لكنها جزء من تأهيلها».
أمور عديدة يمكن من خلالها مساعدة ذوى القدرات الخاصة، دون تعريضهم لإحراج أو أذى بدنى ونفسى، توضحها دينا ماهر، مدربة الإتيكيت، أهمها الاستئذان قبل تقديم المساعدة لهم، والتى تكون بقواعد معينة، بجانب التعامل بشكل طبيعى، والحرص على عدم التلفظ بكلمات أو تصرفات تجرح مشاعرهم. «ممنوع تعليق الشنط فى الكرسى المتحرك، واستئذان الكفيف قبل مساعدته على عبور الطريق، كما يجب أن تمسكه من الرسغ حتى الكوع، وفى حال الوجود على مائدة، يجب تقديم الطعام إليه بشكل متقطع لسهولة تناوله، وإعطاء الأولوية لهم فى وسائل المواصلات».
تعليقات الفيسبوك