استطلعت دار الإفتاء المصرية، هلال شهر المحرم لعام 1441 هجرية، بعد غروب شمس اليوم الجمعة، من خلال لجانها الشرعية والعلمية المنتشرة في جميع أنحاء الجمهورية، لتحدد السبت أول أيام العام الهجري الجديد.
وكانت الحسابات الفلكية للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أشارت إلى أن بداية العام الهجري الجديد ستوافق فلكياً يوم السبت 31 أغسطس الحالي، حيث ستثبت رؤية هلال شهر المحرم يوم الرؤية الشرعية حسابيا.
وقبل بداية كل عام هجري، يتوارد السؤال حول الاحتفال برأس السنة الجديدة، وهو ما حرصت على إقامته بعض فئات المجتمع المصري في القرن التاسع عشر وما قبله، حيث كانت عادة الاحتفال برأس السنة الهجري، سائدة في الموروث الشعبي المصري، فاحتفل أهالي الريف والطبقات الشعبية في المدن بحلول رأس السنة الهجرية، من خلال ذبح الـ"زفر"، وهي طيور مثل الدجاج والبط والحمام، وأكلها مع الفطائر أو الـ"كسكسي"، وفقا لما ذكرته الدكتورة عواطف عبد الرحمن، في مقال بعنوان "بانوراما الاحتفال برأس السنة"، والذي نشرته في كتابها "المسكوت عنه في مصر المحروسة".
وأوضحت عبد الرحمن، في مقالها، مراسم الاحتفال التي كان يصحب الذبح فيها، تلاوة آيات الذكر الحكيم والتواشيح، حيث يجتمع أفراد الأسرة حول الأب والأم لمشاركتهم في قراءة بعض من الآيات القرآنية، كما شهدت الاحتفالات، في بعض المنازل، احتفال الأسرة بأحد النذور أو بإقامة ختمة، حيث يقوم أحد الفقهاء بقراءة آيات القرآن الكريم وختمها، في الفترة ما بين صلاة العصر وصلاة العشاء، لتعقب، هذه الفقرة، صواني الفتة والخراف، التي يقبل عليها المحتفلون بشهية منقطعة النظير.
لم ينس أبناء الريف في صعيد مصر، خلال احتفالاتهم بحلول رأس السنة الهجرية، ذويهم من الراحلين، حيث اعتادوا زيارة القبور وتوزيع الصدقات التي أطلقوا عليها "الرحمة"، وفقا لـ"عبد الرحمن"، حيث اعتاد أبناء الصعيد توزيع الصدقات المكونة من التمر والكعك والنبق والقرص.
وأوضحت عبد الرحمن، في مقالها، أن عادة الاحتفال برأس السنة الهجرية اختفت في المدن الكبرى والعاصمة، لتقتصر، في هذه المدن، على الطبقات الشعبية أو العائلات المتدينة، التي حرصت على إعداد الطعام الدسم، احتفالا بتوديع عام هجري واستقبال جديد.
وكانت عادة الاحتفال برأس السنة الهجرية، متغلغلة في التراث الشعبي، على عكس عادة الاحتفال برأس السنة الميلادية، التي اٌعتبرت جديدة، في نهاية القرن التاسع عشر، وانتشرت بين الشرائح العليا من سكان العاصمة والمدن الكبرى، في سياق تغلغل الأجانب في الحياة الاجتماعية المصرية في عصر الخديوي إسماعيل، بحسب ما ورد في المقال المنشور عام 2007.
تعليقات الفيسبوك