شهد العالم في الأشهر الأخيرة كوارث عديدة في مختلف البقاع، من حرائق وفيضانات وأعاصير ذوبان جليد وارتفاع في درجات الحرارة.
كل هذه الكوارث خلفت أضرارا بالغة في المواقع التي شهدتها، بعضها طال الأماكن المجاورة أيضا وامتدت لمساحات شاسعة.
حرائق
اجتاحت الحرائق كوكب الأرض في الفترة الماضية، وأبرز تلك الحرائق وأكبرها وأكثرها ضررا هي حرائق غابات الأمازون، التي تسمى "رئة الأرض، نظرا لأنها تمد الأرض بـ20 % من الأكسجين، وبحسب الأرقام الرسمية الأخيرة تم تسجيل 80 ألفا و626 حريق غابات في البرازيل هذا العام، وهي الأكبر عددا منذ 2013.
وفي أوج حرائق الأمازون التي فجّرت أزمة عالمية، اشتعلت في وسط القارة الأفريقية حرائق أكثر ضراوة وبوتيرة أسرع من دون أن تثير أي اهتمام عالمي، في غاباتها التي تسمى "الرئة الخضراء الثانية" للكوكب بعد الأمازون، وهي ممتدة على بلدان عدة بما في ذلك الكونغو الديمقراطية والجابون والكونغو والكاميرون وأفريقيا الوسطى، وهي تماما مثل الأمازون، تمتص أطنانا من ثاني أكسيد الكربون في الأشجار والمستنقعات التي يعتبرها الخبراء وسيلة أساسية لمكافحة تغير المناخ، كما أنها تعتبر ملاذا لأنواع مهددة بالانقراض.
فيضانات
في بداية شهر أغسطس الجاري، اجتاحت فيضانات عارمة "فريتاون" عاصمة سيراليون جراء هطول الأمطار الموسمية الغزيرة على البلاد، وذكرت شبكة "إيه بى سي" الأمريكية أن مياه الفيضانات غمرت المنازل والسيارات هناك، وتسببت فى إحداث خسائر فادحة.
موجات حر قاتلة
وواجهت أوروبا، هذا الصيف، أكبر موجة حر، بأرقام قياسية، إذ كانت "تفوق الاحتمال"، ما أضر بإنتاج محاصيل مثل البطاطا والعنب، ووصلت درجات الحرارة إلى 41 و42 درجة مئوية في باريس، ووصل الأمر لحد موت بعض الحيوانات بسبب الحرارة الشديدة، بالإضافة إلى خسائر مادية كبيرة، كما خرج كثير من السكان في أوروبا للاستحمام في نوافير المياه العامة من أجل مواجهة هذه الموجة القاسية، بحسب "دويتشه فيله".
وعانت الولايات المتحدة كذلك من ارتفاع شديد في درجات الحرارة، وأدى ذلك إلى إلغاء سباق الترياثلون في مدينة نيويورك والذي كان مقرراً يوم الأحد 21 يوليو، لأول مرة منذ بدئه في 2001.
ذوبان جليد
ذاب 11 مليار طن من الجليد بجزيرة جرينلاند الواقعة بين القطب الشمالي والمحيط الأطلسي بسبب ارتفاع درجات الحرارة، والجليد المذاب يعادل 4.4 مليون حمام سباحة أوليمبي.
وقال الدكتور زكريا فؤاد الخبير الدولي في التغيرات المناخية خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي رامي رضوان في برنامج "8 الصبح" المذاع على شاشة قناة "Dmc"، أنه يجب التفريق بين التغيرات في الطقس والتغيرات المناخية، موضحا أن التغيرت في الطقس تتمثل في موجات حارة، وتستمر لمدة بسيطة ما بين يومين فأكثر، أما بالنسبة للتغيرات المناخية تقاس على فترات زمنية كبيرة تستمر لمدة 100 عام أو أكثر.
خبير أرصاد عن عن هذه الكوارث: تحدث كل عام
تواصلت الوطن مع الدكتور وحيد سعودي، الخبير في المناخ والأرصاد الجوية، ليوضح هل تأثير الكوارث التي شهدها العالم مؤخرا على مصر.
وقال الدكتور وحيد سعودي إن الكوارث التي ضربت العالم مؤخرا ليس لها أي تأثير على جمهورية مصر العربية.
وفسر سعودي الأمر بأن "خرائط توزيعات الضغط الجوي، سواء الطبقات السطيحة أو العليا أو مصادر الكتل الهوائية المصاحبة لها، وأيضا ارتفاع درجات الحرارة الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، تؤكد إن مصر لن تتأثر بما يضرب العالم من كوارث".
وأضاف خبير المناخ والأرصاد الجوية "هذه الكوارث تحدث كل عام، ولكن تختلف من عام لآخر في أماكنها وشدتها، ولم نتأثر أبدا بمثل هذه الأحداث".
وتابع: "صرح البعض بأن مصر قد تتأثر، ولكن الخرائط كلها تقول إننا لن نتأثر أبدا بهذه الكوارث، وعلى رأسها حرائق غابات الأمازون، حديث الساعة، من حرائق وارتفاع في درجات الحرارة وزيادة في نسبة الغازات الدفيئة كالميثنان وثاني أكسيد الكربون".
وكان الدكتور أحمد عبدالعال رئيس هيئة الأرصاد الجوية حذر من التأثيرات السلبية لحرائق غابات الأمازون على المناخ في مختلف أنحاء العالم، لافتًا إلى أنّها تمده بـ20% من نسبة الأكسجين في الكرة الأرضية، إضافة إلى انبعاث كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو من الغازات السامة، ما قد يؤدي إلى حدوث ظاهرة الأمطار الحمضية، التي لها تأثيرات ضارة على الكائنات الحية، كما تؤثر أيضًا على تغير المناخ.
وأكد رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "صباح البلد"، أنّ مصر ستتضرر من هذه الحرائق باعتبارها جزءًا من العالم، لكن هذا سيحدث على المدى البعيد، مشددًا على أهمية زيادة الرقعة الخضراء على المستويين المحلي والعالمي قدر الإمكان.
تعليقات الفيسبوك