حصد العديد من الجوائز العالمية والمصرية، مرت أعماله بمراحل تطور شديدة وفي بعض الأحيان انقلب الروائي الراحل نجيب محفوظ، على نفسه في الفكر أكثر من مرة، فتنوعت كتاباته وأعماله، التي تميزت كثيرا ليصبح عميد الأدب العربي.
وظهر محفوظ، الذي تحل ذكرى وافته اليوم، في العديد من اللقاءات التلفزيونة، يوصف أحوال الأسرة المصرية والشعب المصري، بعد تناوله جوانب حياة المصريين وإقامتهم بالحواري ومعاناتهم مع الحروب في رواياته التي تحولت إلى أفلام، وقدمها بالفصحى ليلاقي انتقادا كثيرا نظرا لأنه يجسد فئة فقيرة من الشعب في أفلامه.
فقال عنه عبدالعظيم أنيس، إن "محفوظ يستفز القارئ بسبب استخدامه حوارًا بالفصحى على لسان شخصيات من الأحياء الشعبية"، فيما فسر أديب نوبل في حوار له مهمة الأدب في علاقته باللغة، بإنه ارتقاء بالعامية وتطور للفصحي لتتقارب اللغتان.
وقال محفوظ، عن القصص التاريخية التي بدأ بها محفوظ رحلته الأدبية، وروايتي "عبث الأقدار" و"رادوبيس"، "هي حكايات أصلها من الأدب الفرعوني القديم، فالقصة كانت موجودة، لكنني أدخلت عليها خيالي"، مضيفا: "أجد متعة كبيرة حينما أشاهد روايتي على شاشة السينما".
وتحدث الروائي العالمي عن الجدل الذى أثير عقب حصوله على جائزة نوبل، وأنها جائزة سياسية وعنصرية، قائلا: "لي ملاحظات كثيرة في المقدمة إن كثيرا من الصحفيين كانوا يسألونني عن جائزة نوبل، ولكن أحدا منهم لم يفكر في الذهاب لسكرتير اللجنة ويسأله عن العرب وملاحظتهم على الجائزة ورأيهم فيها".
تمتع الأديب العالمي بخفة الظل، فسأله أحد مذيعي قناة دريم: "لما كنت داخل على التسعين سألوك شايف مصر إزاي قلت عشنا وشفنا العجب، ودلوقتي وإنت داخل على الـ93 شايف الدنيا إزاي ليرد مازحا: مش قادر أشوف العجب، ويكمل المذيع ضاحكا "إزاي تخرج مصر من معاناتها بعد الحروب، ليرد محفوظ: أنت فكرك أنا عارف تخرج إزاي ومقلتش"، مضيفا: "أمنياتي بسيطة حسن الختام وأن تخرج مصر من أزمتها لأتمتع بالسعادة".
وصف محفوظ، العالم العربي، بأن ماضيه مجيد وحاضره مؤسف ومستقبله نرجو أن يكون مشرقا.
وفي نهاية حياته، عانى محفوظ من ضعف سمعه، وبصره، معبرا عن استيائه من تملكه لوقت فراغ كبير قائلا: "بحاول أملأ فراغي بقدر الإمكان وماقدرش اتفرج على التليفزيون، وفقدت حاجات كتير والعوض لقيته في الأصدقاء الحمد لله".
وولد الروائي المصري الكبير نجيب محفوظ، في حي الحسين في القاهرة عام 1911، ومن أبرز أعماله رواية "القاهرة الجديدة"، و"بين القصرين" و"قصر الشوق" "أولاد حارتنا"، "خان الخليلي"، "زقاق المدق".
تعليقات الفيسبوك