أيام قليلة تفصلنا عن نهاية العام الهجري 1440، ومع بداية عام جديد يردد بعض الأشخاص، دعاء، يسألون فيه ربهم إعانتهم على العام الجديد، ومغفرتَه للمنقضي.
وانتشرت بعض الفتاوى التي ينتسب أصحابها للمذهب الحنبلي، وتدَّعي أن الدعاء بهذين الدعاءين بدعة منكرة، وأن تحديد آخر العام، أو وقت معيّن من السنة، بالاستغفار أو الدعاء، لا أصل له في الشرع، وأن الصواب الابتعاد عنه، لأن كل بدعة ضلالة، لقول النبي- صلى الله عليه وآله وسلم-: "مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ"، فما حكم الدعاء في هذين الوقتين؟.
حكم الدعاء في نهاية وبداية العام
ورَدّ الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، عبر البوابة الرسمية لدار الإفتاء على فيس بوك، بشأن هذا الأمر، قائلا: "إن تخصيص يوم معين في السنة بدعاء معين من أدعية الصالحين، أو عبادة معينة، أمر جائز شرعا، جرى عليه عمل المسلمين عبر القرون، ونص أهل العلم من مختلف المذاهب على مشروعيته، ما لم يعتقَد أنه سنة نبوية".
وأوضح أن الدعاء في هذه الأوقات، من الأدعية المستحسَنة المأثورة عن مشايخ الحنابلة منذ نحو ألف سنة، كالتالي:
- دعاء أوَّل السنة، أن يقول المسلم: "اللهم أنتَ الأبدي القديم، وهذه سَنَةٌ جديدة، أسألك فيها العصمة من الشيطان وأوليائه، والعَوْنَ على هذه النَّفْس الأمَّارة بالسُّوء، والاشتغال بما يقرِّبُني إليك، يا ذا الجلال والإكرام".
- دعاء آخر السنة، أن يقول في آخر أيامها: "اللهم ما عَمِلْتُ في هذه السنة مما نهيتني عنه، ولم تَرْضَه ولم تنسه، وحَلُمْتَ عني بعد قُدْرتك على عقوبتي، ودعوتني إلى التَّوبة من بعد جرأتي على معصيتك، فإني أستغفرك منه، فاغفرْ لي، وما عَمِلْتُ فيها مما ترضاه ووعدتني عليه الثَّواب، فأسألك أن تتقبَّلَه مني، ولا تقطع رجائي منك يا كريم".
تعليقات الفيسبوك