بين جلود الماعز والألوان الزيتية، تقضي يومها حيث جعلت من غرفتها الصغيرة بمنزلها في محافظة الإسكندرية ورشة تدخلها الجلود والخيوط والألوان، متفرقة، لتخرج منها في صورة حقائب مصنوعة بدقة تزينها ألوان زاهية لفراشات وزهور رُسمت بحرفية "حسب طلب الزبون".
خمسة أعوام قضتها ماجدولين موريس في كلية الفنون الجميلة حيث أبدعت بريشتها لتنتج مشروعات مميزة، خلال سنين دراستها بقسم التصوير الزيتي، إلا أنها بمجرد تخرجها في 2006 وجدت نفسها بلا وجهة تقصدها ريشتها، فأخذت تنثر ألوانها على حقائبها الجلدية، علّها تجد ما يرضي شغفها ولكن كل ذلك لم يكن كافيا ليشكل مصدر دخل ثابت لها، في ظل قلة فرص العمل التي تناسب تخصصها.
رسومات صغيرة لتصميمات حقائب أو محافظ نقود، كانت البداية، وفقا لما روته "ماجدولين" لـ"الوطن"، حيث بدأت، قبل أربع سنوات، تحويل غرفتها إلى ورشة جلود ومرسم صغير، تصمم فيه المنتجات على هيئة، صور، تبعتها دراسة للمواد اللازمة للتنفيذ، إلى أن قررت تنفيذ تصميماتها من خامة جلود الماعز وباستخدام خيوط عريضة يمكن إدخالها بسهولة في الجلد، وباستخدام أدوات بسيطة يمكن استخدامها يدويا، مثل الـ"شاكوش" والـ"خرامة"، إلى جانب الفرش التي اعتادت استخدامها وألوان الأكريلك.
مع بداية كل موسم، تبدأ "ماجدولين" في البحث عن الألوان الرائجة أو الـ"نريند"، لتصنع حقائب مناسبة لها وتنقش عليها بألوان تتفق مع "موضة السنة"، كما تتصفح تصميمات الحقائب المعروضة في الأسواق، حتى لا تقع في فخ النقليد وتحتفظ بتميز المنتج الذي تقدمه.
تعتمد "ماجدولين" خطة تسويقية بسيطة، كونها في "بداية الطريق"، على حد وصفها، حيث أسست صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تعرض من خلالها صور منتجاتها مرفقة بالمقاس والخامات المستخدمة، ثم تبدأ التواصل مع العملاء عن طريق التعليقات أو الرسائل الشخصية، فيضيف أحدهم فكرة جديدة للتصميم أو يطلب تغييرا في الألوان، وقد يطلب آخر تصميم خاص، فتقبل "ماجدولين" التنفيذ تحت شرط ألا يكون التنفيذ مقتبس من مصمم آخر، معللة بـ"مأحبش يتسرق شغلي فأكيد مش هعمل كدة".
عايزة مشروعي يبقى "براند" وأشوف شنطي في إيد عارضات الأزياء
"عايزة مشروعي يخرج من أوضتي ويبقى براند"، قالتها "ماجدولين" لتصف بها خطوتها المقبلة، حيث تحلم بتسويق حقائبها على مستوى أوسع خارج نطاق الإسكندرية ومن خلال الشركات الكبرى، كما تريد أن ترى حقائبها في أيدي عارضات الأزياء لتصل بها إلى العالمية.
تعليقات الفيسبوك