حرائق غير مسبوقة في غابات الأمازون
خلال الأسبوع الماضي تابع الكثيرون حول العالم بشغف ما يحدث لرئة الأرض، أو حرائق غابات الأمازون، التي أثارت مخاوف العلماء من تقلص الرقعة الوحيدة التي قد تكون حائط السد أمام الاحتباس الحراري.

الاهتمام الإعلامي المتأخر
وعلى الرغم من أن غابات الأمازون تشتعل منذ أكثر من 3 أسابيع، إلا أنها لم تحظى بالاهتمام الاعلامي اللائق إلا منذ أسبوع واحد فقط، عندما فاقت الحرائق النسبة الطبيعية لها، حيث رصد المعهد الوطني لأبحاث الفضاء عدد الحرائق الجديدة في البرازيل خلال يومي الخميس والجمعة فقط وبلغت نحو 1663 حريقا، نصفها على الأقل في غابات الأمازون.
هاشتاج لإنقاذ غابات الأمازون
وبعد انتشار القصة تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهير صور عن حرق غابات الأمازون، تحت عنوان " PrayforAmazonas" أو "صلوا من أجل الأمازون"، لكن الملاحظ أن الصور المتداولة والمستخدمة أغلبها من حرائق قديمة، وبعضها ليست من البرازيل من الأساس.

ومن أشهر من قاموا بهذا الخطأ لاعب يوفنتوس الإيطالي كريستيانو رونالدو، الذي نشر صورة وكتب عليها تعليق "غابات الأمازون تنتج 20% من الأوكسجين في العالم، وتلتهمها النيران منذ 3 أسابيع، مسؤوليتنا أن ننقذ كوكبنا، صلوا من أجل الأمازون"، لكن الصورة المستخدمة في التويتة كانت لحرائق الأمازون في 2013.
ماذا يحدث في الأمازون؟
حتى الآن لا تؤكد أي معلومات مؤكدة، سوى أن هناك كارثة تحدق بكوكب الأرض، بسبب حرائق رئة الأرض، فبحسب بيانات وكالة الفضاء البرازيلية فهناك زيادة قدرها 85% عن معدلات الحرائق، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي 2018.


وتؤكد البيانات أن نحو 75 ألف من حرائق الغابات رصُدت في البرازيل منذ بداية العام الحالي، على الرغم من أن خلال نفس الفترة من العام الماضي لم تتجاوز الحرائق أكثر من 40 ألف، وفقا لموقع "سكاي نيوز".
الحرائق أمر شائع
وحتى لا نتعجل الأمر، فأن الحرائق من الأمور الشائعة في غابات الأمازون، خاصة خلال موسم الجفاف، الذي يبدأ من يوليو وحتى أكتوبر، ويمكن أن تحدث الحرائق بشكل طبيعي، بسبب ارتفاع الحرارة أو بسبب ضربات البرق، وقد تشتعل أيضا بأسباب متعمدة، عندما يتخلص المزارعون والحطابون من الحطب لتجهيز الأرض للزراعة محاصيل جديدة أو للرعي.
ويعتقد خبراء البيئة، أن اللوم يقع على الرئيس البرازيلي يائير بولسونارو لأنه يشجع على الأنشطة الخاصة بالتخلص من الأشجار، ولا يعتقد بالآثار المدمرة للتغيرات المناخية.


لكن بولسونارو، المتشكك في قضية التغير المناخي، يتهم المنظمات غير الحكومية بإشعال الحرائق لتشوية صورة حكومته، حيث قال إن الحكومة تفتقر إلى المواد اللازمة لإطفاء الحرائق، وفقا لتقرير نشره موقع "بي بي سي".
قضية رئيسية على قمة الدول السبع
ونظرًا لخطورة القضية فكانت حرائق غابات الأمازون على مائدة حوار قمة الدول السبع، التي حضرها الرئيسان الفرنسي والأمريكي إيمانويل ماكرون ودونالد ترامب، والمستشارة الألمانية إنجيلا ميركي، ورؤساء الحكومات البريطانية بوريس جونسون، والإيطالي جوزيبي كونتي والياباني سنزو آبي والكندى جاستن ترودو.
ووفقا لوكالة رويترز فأن الاتحاد الأوروبي يضغط على الرئيس البرازيلي جاييير بولسونارو للحد من الحرائق، التي تعتصر الأمازون المطيرة.

وعرض رئيس الإكوادور لينين مورينو، على نظيره البرازيلي، إرسال ثلاث وحدات من رجال الإطفاء المتخصصين بحرائق الغابات.
بينما بدأت وسائل الإعلام البرازيلية تتحدث عن إصابات بمشكلات تنفسية في بعض المدن، وهيمنت حرائق غابات الأمازون في البرازيل على "تويتر"، مع انتشار سيل من الصور وتسجيلات الفيديو لا علاقة لها بالمنطقة.
في غضون ذلك، أكد قصر الإليزيه، أمس، أن فرنسا ستعارض اتفاق تجارة بين الاتحاد الأوروبي ودول المجموعة الاقتصادية بأميركا الجنوبية "ميركوسور"، بسبب السياسة البيئية للرئيس البرازيلي.

غابات الأمازون
ووفقا لتقرير سكاي نيوز، فأن مساحة غابات الأمازون تصل إلى 5.5 مليون كيلو متر، وتلقب برئة الأرض، لأنها تنتج أكثر من 20% من الأوكسجين في العالم، وتحتوي على نحو 10% من الأنواع المعروفة من النباتات والحيوانات، وفيها نحو 16 ألف نوع من الأشجار، و390 مليار شجرة، وفيها 2.5 مليون نوع من الحشرات.
ومنذ 1970 جرى تدمير نحو 800 ألف كيلومتر مربع من الغابات المطيرة في الأمازون بسبب قطع الأشجار، وتحتوي على 20 في المئة من المياه العذبة في العالم.
تعليقات الفيسبوك