يشهد العالم كارثة مدوية منذ أسابيع، إذ سجلت غابات الأمازون المطيرة في البرازيل، رقماً قياسياً من الحرائق هذا العام، حيث قال المعهد الوطني لأبحاث الفضاء (Inpe) إن بيانات الأقمار الصناعية الخاصة به أظهرت زيادة في الحرائق بنسبة 84% عن نفس الفترة من عام 2018.
ولغابات الأمازون دور مؤثر في حياة ملايين الكائنات، بمن فيهم البشر، ولو استمرت هذه الحرائق بتلك الوتيرة المتسارعة فقد تختفي تلك الغابات في يوم من الأيام، ولن يكون هذا بعيدا.
إذا اختفت غابات الأمازون، ستضرب مجموعة واسعة من الكوارث العالم، ونستعرض في السطور التالية ما قد تسببه إزالة تلك الغابات، بحسب موقع مجلة "reader's digest" الأمريكية.
تقليل سقوط الأمطار
أظهرت دراسة نشرت عام 2012 في مجلة Nature، أن الأمازون مسؤولة عن جلب الأمطار إلى المنطقة المحيطة وأن "إزالة الغابات يمكن أن تقلل هطول الأمطار في منطقة واسعة".
وإزالة غابات الأمازون يمكن أن تقلل بشكل كبير من هطول الأمطار في الأجزاء التي لا يوجد بها غابات في جنوب البرازيل، وهي منطقة زراعية غنية، وكذلك باراجواي وأوروغواي وما بعدهم.
زيادة الجفاف
تتسبب قلة المطر في الجفاف الذي ينتج من انخفاض كمية ماء الشرب، وأيضًا وجود كميات أقل من المياه للزراعة، لأن "هطول الأمطار في الأمازون يساعد أيضًا في توفير المياه لمزارعي الصويا ومربي الأبقار الذين يقومون بإزالة الغابات"، ويزداد الجفاف سوءًا مع إزالة المزيد من الأشجار، ما يهدد الغذاء ومياه الشرب.
زيادة الغازات الدفيئة
قطع الأشجار في الأمازون سيؤدي إلى إطلاق كميات هائلة من غازات الدفيئة التي تسخن كوكب الأرض، ويقول الباحث في مجال الغابات الاستوائية أدريان إسكوفيل "إذا اختفت غابات الأمازون، فإن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ستزداد بشكل كبير لدرجة أن الجميع سيعانون من تلوث الهواء وارتفاع درجات الحرارة العالمية".
زيادة الفيضانات
تشهد منطقة الأمازون بالفعل انخفاضًا في معدل سقوط الأمطار بنحو 25% في بعض المناطق، ما سيؤدي للجفاف، وفترات الجفاف الطويلة، يتبعها زيادة في الفيضانات، أي أنه إذا اختفت الغابات المطيرة ستزداد الفيضانت بشكل مرعب.
فقدان التنوع البيولوجي
تضم منطقة الأمازون عددًا مذهلًا من أنواع النباتات والحيوانات والحشرات والفطريات، وتضم مجموعة غنية من الكائنات الموجودة على الأرض، ويتم اكتشاف نوع جديد في المتوسط كل يوم هناك.
في عام 2012، دق جرس الإنذار بشأن الأنواع المهددة بالانقراض هناك، وقالت تقارير إن "العديد من الكائنات في الأمازون تواجه عقوبة الإعدام البطيء، حيث تنخفض معدلات تكاثرها وتصبح المنافسة على الغذاء أكثر شدة".
تدمير الأمازون سيؤدي إلى القضاء على التنوع الموجود هناك، ومسح النظام البيئي بأكمله في نفس الوقت.
فقدان إمكانيات طبية عديدة
يعتقد العلماء أن ما يقرب من 90% من الأمراض التي تصيب الإنسان يمكن علاجها عن طريق وصفة طبية مستمدة من أشياء في الطبيعة، مثل سم الأفعى، والعفن، وشجيرة تسمى periwinkle، وكثير من العناصر التي يمكن استخدامها كعلاج يعود أصلها إلى الأمازون.
زيادة الحرائق
أدى فقدان أشجار الأمازون، التي أثارت خفض الأمطار وزيادة في ظروف الجفاف، إلى زيادة في الحرائق، ما جعلها تصبح أكبر من أي وقت مضى، وتدوم لفترة أطول بكثير من سابقاتها.
وتطلق هذه الحرائق مزيدًا من الكربون في الجو، ما يؤدي إلى تفاقم بعض الظروف، مثل جعل المناخ أكثر حرارة.
زيادة معدل الفقر
الأمازون هي موطن ليس فقط للأنواع النباتية والحيوانية ولكن أيضًا لكثير من الناس، الذين يعتمد الكثير منهم على الغابات المطيرة لكسب عيشهم.
جميع الغابات المطيرة في العالم توفر الغذاء، وأمن الطاقة، والدخل، والنباتات الطبية لنحو 300 مليون شخص، ومع إزالة الغابات، يصبح الأشخاص الذين يعيشون داخلها أو حولها ويعتمدون عليها فقراء.
تعليقات الفيسبوك