كانت إصابتها بمرض التصلب المتعدد دافعا للعمل الخيري الطبي، فقد عايشت إيمان عبد النبي، 39 عاما، ظروفا صحية كانت تقتضي مصاريف طائلة، وقابلت حالات مرضية لا تملك ثمن الدواء، بدأت باستغاثة والدة طفل تعرض لحادثة وأصيبت ساقه كُليةً، فقامت إيمان بحملة جمع تبرعات من خلال منشور على موقع التواصل الاجتماعي عن حالته، فجاءها سيل من التبرعات ضَعف ما احتاجته الحالة، فكانت تلك البادرة سببًا لإنشاء صيدلية الخير بأسيوط، التي وصل ما بها من أدوية في غضون عامين وفقا لتقدير أطباء صيادلة إلى مليون جنيه.
إيمان: التجربة بدأت من معاناتي مع مرض التصلب المتعدد
"أول ما بدأت حملات تبرعات العلاج كنت بمر بحالة مرضية صعبة وبستخدم كرسي متحرك.. ولادي كانوا بيساعدوني ننزل نعمل بحث للحالات ونتأكد إنهم يستحقوا.. الحمد لله بقيت كويسة من وقت ما ركزت على مساعدة المرضى"، كلمات ساقتها إيمان في حديثها لـ"الوطن"، مؤكدة أنها لاحظت أن فكرة القوافل الطبية ليست كافية لتقديم خدمة طبية للمستحقين، "اللي ابنه بيتعب بيطلع على أي مستشفى حكومي يكشف ومش بيستنى القافلة ففكرت يبقى عندنا في الجميعة الخيرية غرفة مجهزة بثلاجة وتكييف علشان تحافظ على الدواء، ومن خلالها بدأنا نساعد بكل اللي نقدر عليه صحيا"، وما لبثت أن بدأت إيمان عملها الخيري حتى وجدت دعما كبيرا من أهل الخير، كلٌ قدر استطاعته، فبعض الأطباء يخصصون عياداتهم للكشف المجاني يوم أسبوعيا، وغيرهم طوال أيام الأسبوع، وبعض الناس يتبرعون بأدوية فائضة عن حاجتهم، والبعض الآخر يتكفل بشراء الدواء الشهري لمريض، وآخرون يساهمون في العمليات الجراحية.
جمعية فريق الخير تقدم كشفا وعلاجا وتحاليل مجانا ومدعمة من خلال الصيدلية
تطور الأمر ليصبح رحلة طبية متكاملة يمكن أن تتكفلها جمعية فريق الخير، التي دشنتها إيمان منذ عامين في أسيوط، حيث تعاقدت مع أطباء لاستقبال حالات وتوقيع الكشف المجاني على حالات تقوم إيمان وفريقها بتحويلها إليهم، لتعود الحالات إليها تحمل أوراقها بين "روشتة الطبيب وتوصية الطبيب بعمل أشعة وتحاليل أو تحويل لإجراء تدخل جراحي"، ليقوم فريق الخير بتسليم الدواء من خلال الصيدلية، وتبدأ رحلة البحث عن أحد مراكز التحاليل والأشعة التي سبق التعاقد معها لاختيار أي منهم بناء على قدر الخصم المقدم من المركز والذي تحتاجه الحالة، أو أن يقوم الفريق بالنشر عبر صفحة فيسبوك عن حاجة الحالة لتبرعات مالية لاستكمال العلاج غير الموجود بالصيدلية أو لتغطية باقي تكاليف التحاليل والتدخل الجراحي، وذلك وفقا لـ"رانيا محمد"، المدير التنفيذي للجمعية في حديثها لـ"الوطن".
رانيا: نقطع علب الأدوية ونقص شريط الدواء لنصفين حتى نضمن أن المريض لن يبيعه
"علاجك بدل ما ترميه اتبرع بيه"، شعار يرفعه فريق الخير بمقره في أسيوط، ليمتد الأمر للتواصل مع جمعيات في محافظات أخرى لإرسال ما يحتاجه المرضى من أدوية، ووفقا لـ"رانيا" فإن القائمين على الصيدلية يقومون بعمل جرد شهري لفرز محتويات الصيدلية ومعرفة الأدوية الناقصة والسعي نحو توفيرها، من خلال تبرعات الأهالي بالأدوية الفائضة لديهم وجمع العينات المجانية التي يحصل على الأطباء ولا يحتاجونها، وشراء البعض الآخر من خلال التبرعات المالية، وفي حالة وجود أدوية تفيض عن الحاجة يتم التبرع بها للقوافل الطبية أو مبادلتها مع باقي الصيدليات التجارية بأخرى تنقص صيدلية الخير.
"قطع علبة الدواء وتقسيم شريط أي دواء بيخرج من الصيدلية إلى نصفين قبل تسليمه للمريض" تلك هي حيلة فريق الخير لمنع بيع الأدوية بعد أن يحصل عليها المريض، حرصا على وصول الدواء لمستحقيه، بالإضافة إلى أن شرط الحصول على العلاج أو التحاليل هو أن يكون بـ"روشتة" حديثة التاريخ، واختتمت حديثها "نحتاج مزيد من الدعم.. دواء الأطفال وحقن الأنسولين وأدوية المخ والأعصاب على طلب كبير ومحتاجين نوفرها أكتر، ومع ذلك عندنا أدوية مش موجودة في صيدليات كتير في أسيوط".
تعليقات الفيسبوك