يحتفل ملايين المسلمين عبر العالم اليوم بعيد الأضحى المبارك، الذي يصادف العاشر من شهر ذي الحجة بحسب التقويم الإسلامي، وسط أجواء من الفرحة والبهجة، ففي هذا اليوم يتبادل المسلمون التهنئة والتحية ويصلون الرحم ويزورون الأقارب، ويؤدون صلاة العيد في المساجد والميادين، وينحرون الأضاحي امتثالا للقرآن الذي وصى بذلك للمستطيع، أسوة بالنبي إبراهيم بعد أن نجّا الله ابنه إسماعيل.
وعيد الأضحى من أهم المناسبات الدينية التي يحتفل بها المسلمون، فهو يرتبط ارتباط وثيق بالحج، إذ يبدأ فيه نسك رمي الجمرات الكبرى في أول أيام التشريق، وتختلف طرق احتفال المسلمين بهذا العيد في جميع دول العالم الإسلامي وفقا لاختلاف ثقافاتهم وعاداتهم من بلد لآخر، ففي ليبيا يهنئ المسلمون بعضهم عقب أداء صلاة العيد في ساحة الشهداء في طرابلس العاصمة، وقبل ذبح الأضحية تتولى سيدة المنزل تكحيل عيني الأضحية بكحل عربي، ويشعلون البخور قربه، ثم تبدأ العائلة الليبية بالتكبير والتهليل، وردم دم الأضحى خوفا من خروج الجن.
وفي سوريا يحرص الأهالي على زيارة المقابر في أول أيام العيد وقراءة القرآن الكريم لذويهم، خاصة أنّ الحرب المشتعلة منذ 2011 خلّفت مئات الآلاف من الضحايا، فيما يختلف الوضع كثيرا في فلسطين المحتلة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، إذ يشوب أجوار العيد الحزم بسبب ما يتعرض له الفلسطينيون دائما من مضايقات وإهانات من أفراد قوات أمن الاحتلال الإسرائيلي في أثناء احتفالاتهم، ويفرض الاحتلال إجراءات صارمة على أهالي قطاع غزة المحاصر منذ عام 2007.
وفي الوقت ذاته، تحتفل الجزائر بالأضاحي بطريقة غريبة، إذ يتم تنظيم مسابقات في مصارعة الكباش قبل أيام العيد، وتتنافس الأسر في الحي من خلال إشراك كباشها في مصارعة تنتهي بفوز كبش واحد، بينما مصر والمغرب يتشاركان بعادة غريبة خلال عيد الأضحى متمثلة في تلطيخ الأيادي بدماء الضحية وطبعها على جدران المنازل، اعتقادا منهم أنّ هذه المسألة تمنع الحسد، ما يختلف تماما عن طرق الاحتفال في هولندا، إذ تشترط القوانين ذبح الأضحية بواسطة الجزار وليس مالكها، للتأكد من مرور عملية ذبح ضحايا العيد بسلاسة دون التأثير على البيئة، ومن يخالف ذلك يعاقب بدفع غرامة تصل إلى 76000 يورو أو السجن لمدة قد تصل إلى 6 سنوات.
وفي الفلبين يكتفي المعيدون بأداء صلاة العيد، ثم تناول لحوم الأضحية والتنزه بعد ذلك في الحدائق العامة، وبالنسبة للمسلمين في الصين يحتفلوا بلعب لعبة قديمة وهي "خطف الخروف"، إذ يأتي الفرسان على خيولهم واحدا تلو الآخر، وينطلقون بأقصى سرعتهم ويخطفون الأضحية عن الأرض، والفائز من يفعل ذلك بأقل وقت ممكن دون أن يسقط على ظهر الجواد.
تعليقات الفيسبوك