حرارة مرتفعة تجاوزت الـ40 درجة لم تقلل من عزيمة حجاج بيت الله الحرام في تأدية مناسك الحج، لكن الله سبحانه وتعالى لم يتركهم؛ مرسلا إليهم رسالة طمأنينة، فمع اشتداد حرارة الجو هطلت الأمطار الرعدية مقترنة بنسمات الرياح لتمتلأ وجهوهم فرحة.
هطول الأمطار يعتبر خير وفرحة في عقيدة المسلم، مقترنا بحدوثه العديد من الأفعال منها الدعاء والتضرع إلي الله.
ومن الأدعية المحبب قولها وقت نزول المطر، "اللهم كما غسلت الأرض بالمطر، اغسل ذنوبنا بعفوك وغفرانك، واغسل قلوبنا من كل هم وضيق، اللهم صيبا نافعا"، وفقا لدار الإفتاء المصرية.
وعند نزول الغيث، من السنة أن يقول المسلم: "اللهم صيباً نافعاً"، وقوله: "صيباً" منصوب بفعل مقدر، أي: اجعله، والصيب: المطر، وقوله: "نافعاً" وصف للصيب، احترز به عن الصيب الضار، وفى هذا دلالة على أن المطر قد يكون نزوله رحمة ونعمة، وهو النافع، وقد يكون نزوله عقوبة ونقمة وهو الضار.
وعند تأخر الأمطار في عدد من الدول، يلجأ الناس لـ"صلاة الاستقساء"، مثلما فعلت المملكة العربية السعودية فبراير 2018، حيث أجرت مراسم الصلاة، مركزة في الخطب على ضرورة تجنب "الذنوب والمعاصي".
وفي مطلع الشهر الحالي، أفاد الموقع الرسمي لمجلس مفتيي روسيا، بأن رئيس المجلس، راويل عين الدين، دعا المسلمين لإقامة الصلوات طلبا لنزول المطر في إقليمي سيبيريا والشرق الأقصى الروسي، اللذين يعانيان من موجة حرائق غابات كبيرة.
وبدأ حجاج بيت الله الحرام بعد غروب الشمس بالتوجه إلى مشعر الله الحرام مزدلفة، بعد الوقوف على صعيد عرفات، وقضاء ركن الحج الأعظم.
ويؤدي ضيوف الرحمن عقب وصولهم إلى مزدلفة صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ليلتقطوا بعدها الجمار، ويبيتون هذه الليلة في مزدلفة، ثم يتوجهون إلى منى بعد صلاة فجر يوم غدٍ عيد الأضحى لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي.
وتعد النفرة من عرفات إلى مزدلفة المرحلة الثالثة من مراحل تنقلات حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة لأداء مناسك حجهم.
تعليقات الفيسبوك