أصدرت محكمة أسترالية حكمها ببراءة أب متهم بقتل ابنه، البالغ من العمر 5 سنوات، بعد أن ثبت إصابة الرجل بمرض عقلي.
الأب، البالغ من العمر 38 عاما، أقدم على قتل ابنه بعد أن أصبح على اقتناع تام أنه هو الشيطان، وأنه يحاول أن يقضي على روحه، بعدما كان قد شُخص بمرض الشيزوفرينيا، أو انفصام الشخصية، عام 2003، وفقا لما ذكره موقع "All That’s Intersting".
في يوم الحادث، انتظر الأب خروج أمه وزوجته من المنزل، ثم دخل إلى غرفة النوم الخاصة به وزوجته، حيث كان الطفل ينام على مرتبة على الأرض، وطعنه بسكين 76 طعنة، أودت بحياته على الفور.
جدة الطفل قالت إن ابنها كان يتحدث عن أفكار تراوده بقتل ابنه بشكل متزايد في الفترة الأخيرة، وأنها كانت تعيش باستمرار في خوف من أن تصحو من نومها في أحد الأيام وتجد حفيدها جثة هامدة.
جدة الطفل كانت أول من حضر إلى المنزل بعد وقوع الجريمة، وبمجرد أن وجدت الطفل مقتولا، حملته إلى سيارتها وهرعت به إلى المستشفى. أثناء ذهابها بالطفل إلى المستشفى، حاولت الجدة أن تسعف الطفل، عن طريق إجراء عملية إنعاش القلب والرئتين، وهي عملية تتم بالضغط براحتي اليد على صدر المصاب ضغطات قوية متتالية، قبل أن تجري اتصالا هاتفيا بالنجدة،، التي وصلت إلى مكان سيارة الجدة ونقلت الطفل إلى مستشفى قريب، حيث حاول الأطباء إسعافه بشتى الطرق، إلا أنهم لم يجدوا مناصا من إعلان وفاة الطفل في النهاية.
حينما جاءت قوات الشرطة إلى المستشفى لتستجوب الجدة، أخبرتهم الجدة أن ابنها هو من قتل الطفل، إلا أنها قالت لهم أن ابنها مريض عقلي، ورجتهم ألا يتعرضوا له بالإيذاء.
عندما وصلت قوات الشرطة للمنزل، قال لهم الأب، "لقد قتلت ابني منذ لحظات قليلة، أشعر أني مريض.. كنت أظن أن ابني هو الشيطان.. أو، أنا أعرف أنه هو الشيطان، لكنه ميت الآن، أو على الاقل أنا أعتقد أنه ميت".
فيما بعد، اثناء التحقيق، قال أب للمحققين، "ذلك الطفل كان يحاول أن يمزق روحي.. كنت أعلم أن ما فعلته هو الاختيار الصحيح، إلا أني لم أكن أعلم كم لدينا من الوقت قبل أن يأتينا يوم القيامة".
المحكمة عينت طبيبان نفسيان ليفحصا الأب ويقيما حالته العقلية والنفسية، وقد جاء في تقرير أحدهما، أن الأب ارتكب جريمته وهو في حالة غير طبيعية، حيث كان واقعا تحت تأثير نوبة من الضلالات والهلاوس الزائدة، والتي جعلته إنسانا غير سوي وغير قادر على التفكير بطريقة منطقية، وبالتالي فهو لا يعتبر مذنبا. المحكمة أيدت تقرير الطبيبين، وأصدرت حكمها ببراءة الأب المتهم، وإيداعه بمصحة عقلية.
عائلة الأب أبدت تفهمها التام للسبب الخارج عن إرادته، الذي جعله يقوم بالجريمة، وأكدت له ولهيئة المحكمة أنهم مازالوا يحبونه، وأن الحادث لن يؤثر على حبهم ودعمهم له في رحلة علاجه.
تعليقات الفيسبوك