أصلة ضخمة تحتضن أم راشد فى منزلها
بقوة لم تعتدها يوماً، وشجاعة لم تكن تعرف أنها بداخلها، قررت كل امرأة فيهن أن تكسر حاجز الخوف، وأن تصبح شخصاً استثنائياً وسط بقية نساء قرية أبورواش بالجيزة، الشهيرة بتربية وصيد الحيوانات البرية والزواحف، لتكتسب كل واحدة، بجانب أدوارها المعروفة كأم وربة بيت، مهارة جديدة وتتعلم مهنة لم تكن تتوقع أن تصبح مهنتها يوماً وهى صيد وتربية الثعابين، لا لشىء آخر إلا لكونها مهنة زوجها، فتتقن التعامل مع تلك الزواحف التى لم تسلم يوماً من لدغاتها، لتكون كتفاً إلى كتف زوجها وسنداً له فى أعباء الحياة، «الوطن» كانت هناك وعايشت «صائدات الثعابين» فى أبورواش.
يأتيها صوت جارتها المعروف مذعوراً خائفاً بصرخات متتابعة: «الحقينا يا حاجة صفية.. فيه تعبان دخل شقتنا».. تتحرك صفية ذات السبعين ربيعاً بابتسامة هادئة، وتلتقط عصا كبيرة فى مدخل بيتها لتبدأ مهمتها التى ألفتها قبل نحو أربعين عاماً لاصطياد الثعبان المنفلت.. تتذكر كيف كانت تفزع وهى طفلة لمجرد رؤية ضفدع صغير يتقافز إلى جوارها، تبتسم لنفسها، إذ لم تكن وقتها على قدر كاف بهذه الشجاعة التى اكتسبتها بمرور الزمن.. ربما مر نحو أربعين عاماً على ذلك الموقف حين تعلمت مهنة زوجها الراحل شعبان طلبة، التى لم تكن تعرف حقيقتها إلا عقب زواجهما ليقول لها بكلمات صارمة: «أنا شغلتى فى التعابين وهى أكل عيشى»، صدمة كبيرة لم تأخذ وقتها لكى تفيق منها حتى علمت بمخبأ تلك التجارة، إذ كان زوجها الراحل يضع الثعابين فى أكياس من القماش أسفل السرير الذى ينامون عليه.
كان على «صفية» أن تألف عيشتها الجديدة، زوجاً يعمل فى الصيد البرى وبيتاً لم يخل يوماً من الثعابين، وسريراً كثيراً ما قطع هدوءه فحيح الأفاعى، حولت «صفية» أقسى المواقف التى تعرضت لها بفعل تلك المهنة إلى نكات تلقيها على مسامع أبنائها وهى تتوسطهم فى غرفة صغيرة بمنزلها، ممسكة ببعض الثعابين فى إحدى يديها وفى الأخرى تحاول تهدئة موقد النار الذى بجوارها، تمهيداً لتحضير أكواب الشاى لهم، تقول: «مرة الحاج شعبان كان جايب شوال فيه ست تعابين كوبرا، وهى نوع سام وخطر، وحطهم تحت السرير زى ما بيعمل، وفجأة واحنا نايمين، التعابين فضلت تضرب براسها فى الشوال لحد ما سابت.. بصيت لقيتها زحفت حوالينا»، فى محاولة للفت نظر الزوج الذى كان نائماً وقتها، مدت صفية يدها لتوقظه بهدوء وثبات بات حليفها قائلة: «الكوبر سابت يا حاج» ليبدأ الزوج فى جمع الثعابين السامة من الغرفة ووضعها مرة أخرى فى الجوال أسفل السرير، صار الموقف برمته كوميديا من الدرجة الأولى تقصه على من حولها وتذيله بالمثل الشهير «شر البلية ما يضحك».
لا تنتهى مغامرات الحاجة صفية ولا حكاياتها أبداً، لتقصها على أحفادها وأبنائها بروح مرحة.. ذات صباح اصطحب زوجها جوالاً من العقارب ووضعه أسفل سلم البيت، وكانت هى وأبناؤها الأربعة يقومون بمهماتهم اليومية المعتادة، غافلهم فأر وقضم جانباً من الجوال لتزحف العقارب السامة على جدران البيت وتتسلل لكل الأمكنة حولهم، كانت صدمة كبيرة، إذ تعرضت ابنتها وقتها للدغة عقرب واضطرت لنقلها إلى المستشفى حتى امتثلت للشفاء.
تؤمن «صفية» بأن المهنة التى يمتهنها الزوج من الطبيعى أن تتعلمها زوجته، تشير إلى ذلك بعد أن أحكمت قبضتها على ثعبان زحف أسفل السرير فتعيده إلى كيس الثعابين، وهى تقول: «زى ما جوزى بيعمل عملت.. فى الأول كنت بخاف إنما لما اتدربت واتعلمت إزاى أمسكهم ما بقتش أخاف»، تتابع: «علمت ولادى يمسكوا الثعابين وعمرهم خمس سنين.. لازم يعرفوا كل حاجة عن مهنة أبوهم».
الثعابين التى تجمعها صفية وزوجها الراحل كانت تخدم البحث العلمى فى المقام الأول ثم عدداً من «الرفاعية» أو «الحواة» بحسب قولها: «زمان كنا بنبيع الثعابين للرفاعية، كانوا ييجوا يشتروا مننا التعابين وياخدوها يخوفوا بيها الناس أو يوهموهم إن عندهم تعابين فى البيت، بعدها فيه شيخ قالنا إن حرام نبيع لهم لأنهم بياخدوها ويضحكوا على الناس، فقررنا ما نديش حاجة ليهم»، منذ تلك الفتوى التى سمعتها أسرة «طلبة» وبيع الثعابين صار مقصوراً على الطلبة والباحثين.
تمكنت «صفية» من تعليم أبنائها وأحفادها أصول المهنة، بجانب دراستهم التى توقف أغلبها عند مرحلة التعليم المتوسط: «دى شغلانتنا ولازم الكبير والصغير يتعلمها ويتعلم الجراءة فيها»، كلماتها تلك تركت أثرها فى قلوب الجميع التى لم تعد تعرف للخوف مكاناً، تقول: «احنا ما بنخافش من حاجة.. فيه ناس بتخاف من التعابين وممكن تشوفها فى أحلامها لكن إحنا ما بنحلمش بالتعابين.. هنحلم بيها ليه ما هى معانا.. نحلم بحاجة مش معانا».
فى بيت يبعد عشرات الأمتار عن منزل الحاجة صفية تعيش زوجة ابنها الأكبر، واحدة من الوافدين على العائلة لم تكن تعلم كثيراً عن مهنة زوجها وأسرته، كل ما كانت تعرفه تلخص فى كونهم يعملون فى صيد الحيوانات البرية، حتى ذلك الصباح الأول لها فى عش الزوجية تقول إيمان منصور، ذات الأربعين ربيعاً: «يوم الصباحية نزلت أصبح على أهل جوزى لقيت أكياس قماش بتتلعبط تحت السرير اتخضيت.. ماكنتش أعرف إيه ده»، تلك كانت المرة الأولى التى تتعرف فيها على شكل الثعبان وملمسه، ظلت خائفة لفترة من الزمن، حتى تمكنت بفعل سيدات العائلة المحترفات من تعلم مسكة الثعبان والسيطرة عليه، تقول «إيمان»، بعد أن أحكمت غلق باب صندوق زجاجى يكشف عن عدد لا بأس به من الثعابين: «لقيت كل اللى هنا بيمسكوه واتعلمت زيهم وبقيت أمسكه عادى»، تردد إيمان كلمات حماتها بيقين شديد: «شغلانة جوزى لازم أشتغلها.. وحتى لو بخاف من التعابين طبعاً همسكها علشان هى أكل عيشنا ولازم أحافظ عليها».
تبدأ «إيمان» يومها بإيقاظ أطفالها والعمل على تجهيزهم للذهاب إلى المدرسة وإعداد وجبات الإفطار والغذاء ثم تقوم بمتابعة الزواحف والحيوانات التى يربيها زوجها، سواء بوضع الطعام لها أو تأهيل الكميات المطلوبة للبيع، يمر اليوم بروتين معتاد، تتخلله بعض اللحظات المرحة مع حفيدها عمر، البالغ من العمر أربع سنوات، ورغم صغر سنه لكنها تمكنت من كسر الخوف بداخله وربما ورث الجراءة ممن حوله فبات يمسك الثعابين ولا يخشاها مثله مثل غيره من صغار البيت.
تتحدث «إيمان» عن أصعب المواقف التى مرت بها مع الثعابين وتقول وهى تشير إلى أصابع يديها: «اللى بيتعامل مع الزباين هى والدتى (حماتها) بس احنا بنساعدها ونطلع لها التعابين اللى هى عايزاها، مرة كنت بطلع تعبان راح عض إيدى ومعرفتش أسلكها منه، لحد ما والدتى جت ورشت عليه ميه وحاولت تسلك إيديا منه وساعتها إيدى ورمت وجابت دم»، العضات الكثيرة التى ألفتها بحكم تعرضها لها يوماً بعد يوم، لم تعد تخيفها مثل ذلك الحدث الذى لم يغب عن ذهنها يوماً، تقول: «كان عندنا تعابين سامة من نوع كوبرا، وأخو جوزى بيطلعها راحت بخت فى عينيه، نقلوه على المستشفى ساعتها وطهروا له عينيه، والحمد لله قدر يشوف تانى وخف من سمها».
لحظات مرعبة ومخيفة باتت «إيمان» تخشاها وتحسب حسابها، لتظل تقوم بمهمتها كاملة مع كافة أنواع الثعابين فيما عدا الكوبرا لأنها الأشرس والأخطر، على حد قولها، لم يعد غريباً على «إيمان» أن تنشئ جيلاً جديداً من محترفى التعامل مع الثعابين حتى مع أخطرها، تقول: «علمت أولادى إزاى يمسكوا الثعابين.. لأنها مهنة أبوهم ولازم يعرفوا إزاى يتعاملوا معاها»، إيمان التى تتقن تربية الثعابين بوسائل بسيطة تؤكد أن الفئران هى أكل الثعابين المعروفة، التى بسببها تقوم بتربيتها فى جانب من مزرعة الزوج، فاعتادت على ملمس الفئران وحركاتها وباتت تمسكها بإتقان شديد وحرفية تقودها دائماً لسد رمق الزواحف.. تقول إيمان عن زوجها: «هو اللى علمنى إزاى أمسك التعبان وما أخافش منه.. وشجعنى على مسكتها، ولما بيكون فيه ثعابين كوبرا بيعلمنى إزاى أمسكها من غير ما تؤذينى»، مهنة الزوج كانت هى الدافع الوحيد لإيمان لكى تتحول من امرأة عادية إلى سيدة استثنائية تهتم بمساعدة زوجها فى أى وقت مهما كان الخطر المحفوف بهما.
على أطراف قرية أبورواش، وفى مزرعة أشهر مربى الثعابين كانت «أم راشد» البالغة من العمر 40 عاماً، تبدأ جولتها المعتادة للعناية بالثعابين على مساحة نحو 100 متر تم تقسيمها بين أحواض مبنية من الخرسانة المسلحة ومغطاة بغطاء ألوميتال للتحكم فى حركة الثعابين السامة وضمان عدم تسربها فى أرضية المزرعة أو إيذاء أى من أفراد الأسرة الصغيرة المكونة من ثلاثة أبناء وأم وأب لا يعرفون مهنة غيرها، وبين أحواض مكشوفة لمنح الثعابين غير السامة حياة أكثر براحاً، تظل أم راشد التى لم تتجرأ على الاحتكاك بالثعابين والإمساك بها إلا عقب زواجها بنحو عامين وتحديداً فى العام 2006، وقتها وبحسب ما قالت كان زوجها يستقل فى عمله عن أقرانه، فما كان منها إلا تقديم المساعدة وكسر رهبتها نحو الزواحف ومشاركته بكل طاقتها، تقول: «بدأت أمسكهم وأجمد قلبى.. لازم أساعد جوزى فى أكل عيشه، الحياة مشاركة»، قبل ذلك التاريخ لم تكن «أم راشد» تعرف معنى لدغات الثعابين، ولكنها وبمجرد الاقتراب من حياة الزواحف تعرضت لعضاتها واحدة تلو الأخرى، لكن شعورها بالمرة الأولى كان مختلفاً، بحسب ما تتذكر: «أول مرة اتعضيت من الثعابين كنت مرعوبة وخايفة، عضته بتوجع وبتجيب دم، لكن أكتر مرة خفت فيها وحسيت برهبة، لما كنت مربية أصلة طولها 3 متر وجايبة لها فرخة حية وبدخلها ليها، وهى من جوعها افتكرت إيدى الفرخة راحت مسكت إيدى وسابت الفرخة ومعرفتش أسلك إيدى، لحد ما جوزى جاب سكينة وبدأ يسلكها، ساعتها خفت وإيدى ورمت شوية»، علاج إصابات عضات الثعابين لا يتجاوز مسحة من كريم مضاد للالتهاب والتورم، لا يتطلب الأمر الذهاب إلى الطبيب ما دامت العضة من ثعبان غير سام، تقول: «ما بنروحش لدكتور، الموضوع مايستاهلش، كل الحكاية نحط مرهم للتورمات وبتخف على طول، لكن الثعابين السامة عضتها مميتة، وساعتها لازم دكتور ولازم مصل مضاد.. لكن إحنا لحد دلوقتى ماحدش اتعرض لعضة من الثعابين السامة الحمد لله، لأننا حريصين جداً فى التعامل معاها».
تعرف «أم راشد» الكثير عن عضات الثعابين، لكنها بالتأكيد لا تعرف عدد المواطنين الذين يقعون فريسة لها كل عام، قد ينتهى بهم المطاف لينضموا إلى ما يقرب من 100 ألف حالة وفاة فى العالم سنوياً ونحو ثلاثة أضعاف ذلك الرقم يتعرض لبتر الأطراف وغيرها من حالات العجز الدائمة، وذلك حسبما نشرت منظمة الصحة العالمية على موقعها الرسمى فى أبريل 2019، إذ تشير التقديرات العالمية الصادرة عن المنظمة إلى أن 5 ملايين نسمة يتعرضون كل عام للدغات الثعابين، بينهم نحو 2.5 مليون حالة تسمم سنوياً، كما تتسبب لدغات الثعابين السامة فى الإصابة بشلل قد يعيق التنفس، واضطرابات نزفية يمكنها أن تؤدى إلى نزف مميت، وفشل كلوى يتعذّر تداركه، وضرر فى النُسج يمكنه إحداث عجز دائم وقد يسفر عن بتر الأطراف فى بعض الأحيان، حسبما ورد فى التقرير.
ترجع «أم راشد» بذاكرتها للخلف لتتذكر بعض الحكايات الخاصة بالثعابين السامة، التى تلقى على مسامعها من حين لآخر، لكن أقرب الحكايات، التى حدثت لزوجها أسعد راشد، الذى تعرض لعضة من أفعى سامة حينما كان فى طريقه لتسليم مجموعة من الأفاعى إلى هيئة المصل واللقاح «فاكسيرا»، تقول: «قبل ما نتجوز كان بيسلم مجموعة ثعابين سامة للمصل واللقاح وفجأة تعرض لعضة أفعى مقرّنة.. ولولا ستر ربنا إنه كان فى المصل واللقاح فأنقذوه بالمصل والحمد لله خف».
تهم أم راشد للإمساك بعصا معدنية وتفتح باب أحد أحواض الثعابين السامة وتحاول الإمساك بأفعى الطريشة أو المقرنة وتقول: «ما أقدرش أمسك الثعابين السامة بإيدى، جوزى بيمسكها لأنه بيعرف يتعامل معاها، لازم أمسكها بواسطة عصا مخصصة لها»، يتقن الزوج تخييط فم الأفاعى بالإبرة والخيط: «جوزى بيعرف يخيطها ويعرف يحلب منها السم سواء الأفاعى أو الكوبرا، لكن أنا ما حاولتش أتعلمها لأن أقل غلطة ممكن تموت»، تضطر «أم راشد» أحياناً لنقل كميات من الثعابين السامة إلى الكليات العلمية من أجل خدمة البحث العلمى فى الأوقات التى يكون زوجها فى مهمة عمل أخرى، ورغم الحرص الكبير الذى تتوخاه هى وأفراد عائلتها لكن بعض الأخطاء تحدث بشكل مفاجئ، تقول: «كان فيه صيادين جايبين تعابين من نوع الطريشة أو الأفعى المقرنة، وبعد ما مشيوا بنتى جت لى بتجرى وتقولى الحقى يا ماما فيه حية سايبة جوه»، لم تصدق الأم ما قالته طفلتها، لكنها قررت التأكد مما سمعت لتفاجأ بوجود حية تزحف فى المكان، لتستدعى زوجها للإمساك بها ووضعها فى حوض مغلق الإحكام، وتعود لتكمل تفاصيل يومها المعتادة.
لتربية الثعابين أساليب متنوعة تعرفها «أم راشد» جيداً، إذ إن هناك أنواعاً مستوردة تسمى «أصلات» تحتاج لرعاية خاصة مثل الأطفال، فتقوم بوضعها فى صندوق زجاجى تمنحها الطعام من وقت لآخر بحسب مواعيدها، ثم تقوم بتحميمها فى الماء، وهو ما توضحه وهى تشير إلى إحدى صورها مع تلك الأصلات كبيرة الحجم: «الأصلات عاملة زى الأطفال بنحميها وننشفها بفوطة، وأوقات بيجيلها برد وبتعطس زى البنى آدم بالظبط، وساعتها بنحطها فى حمام ميه دافئ علشان البرد اللى فيها يروح وبتبقى كويسة بعدها».
يلقى الثعبان المستورد معاملة خاصة، وهو ما يظهر على جسده الضخم، إذ إن طوله قد يصل إلى 3 أمتار أو يزيد، وكذلك حجمه الذى يزداد بازدياد عمره، تقول: «الأصلة بتخنق الفريسة بتاعتها وتكسر عضمها وتبلعها، وهى أنواعها كتيرة زى الشبكية والهندى»، تقولها «أم راشد» وهى تحمل عدداً لا بأس به من الفئران البيضاء صغيرة الحجم بيديها وتنثرها داخل أحواض الثعابين تمهيداً لإطعامها.
يوضح الدكتور عمر تمام، أستاذ المحميات الطبيعية، وعميد معهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة السادات، أن أخطر أنواع الثعابين فى مصر هى الثعابين السامة والمكونة من عائلتين، إحداهما تسمى عائلة الكوبرا والأخرى تسمى عائلة الحيات، وتعد الكوبرا بأنواعها «البخاخ والمصرية، البرجيل» من أكثر الثعابين سمية، ويقول إن اقتناءها فى المنازل يسبب خطورة على من يتعاملون معها: «الكوبرا بأنواعها خطرة للغاية، لأن التعامل معها باستمرار يسبب تليف الكبد على المدى وذلك بسبب تطاير السم منها، ويخزنه الجسد فى الكبد ما يؤدى إلى تليفه على المدى، أما إذا تعرض الإنسان إلى لدغة مباشرة من الكوبرا فإنها تسبب حدوث سيولة فى الدم وشلل فى الأعصاب وتؤدى إلى الوفاة خلال ساعتين من وقت العضة، إلا إذا حصل المصاب على مصل مضاد لذلك السم»، ويتابع: «بعض المراكز البحثية والمصل واللقاح يطلبون صيادى الثعابين السامة من أجل حلب تلك الثعابين واستخراج سمومها، وهى التى تستخدم فى البحث العلمى، كما أن بعضهم يقوم بتصدير السم بعد تجفيفه، وهو ما يمثل خطورة على أجسادهم وكذلك على المحيطين بهم بسبب تراكم سمومها فى الكبد وتسببها فى تليفه».
يشير «تمام» إلى أن علاج أى لدغة سامة مكلف للغاية، إذ يصل سعر الأمبول الواحد إلى ألف جنيه، وهو ما يجعل الوحدات الصحية غير قادرة على اقتنائه فى أغلب المناطق بما يعرض المواطنين المصابين لخطورة الوفاة، وذكر «تمام» أن العائلة الثانية السامة هى عائلة الأفاعى، التى تضم عدداً من الحيات هى «القرعة»، و«المقرنة»، و«الكاذبة»، لأن طولها قد يصل إلى متر، فى حين أن كل الأفاعى لا تتجاوز الـ30 سنتيمتراً، ويضيف أن لدغاتها تتسبب فى تآكل البروتين فى الجسد، ما يجعل الجزء المصاب معرضاً للبتر إذا لم يحصل على المصل المضاد خلال خمس ساعات على الأكثر، موضحاً أن لها قدرة على تحريك أنيابها نحو الفريسة والتهامها، ويشير «تمام» إلى أن تربية الأصلات أمر فى غاية الخطورة، خاصة على الأطفال، لأن الثعابين ذات ذاكرة ضعيفة ومن الممكن أن تقوم بافتراس الأطفال فى المكان الموجودة فيه وتقوم بخنق فريستها وبلعها مثلما تفعل مع أى فريسة.
تعليقات الفيسبوك