موسم ينتظرونه كل عام، لينعش تجارتهم الراكدة، فمع اقتراب عيد الأضحى تتحول ورش السكاكين الموجودة بمنطقة السيدة زينب إلى خلية نحل، عمال يواصلون العمل ليلاً ونهاراً لتصنيع سكاكين يدوياً، وتجهيز ماكينات سَنّ القواطع، استعداداً لاستقبال الزبائن.
«الأجنبى يكسب»، حقيقة أكدها عصام السنّان، من قدامى تجار السكاكين فى المدبح بالسيدة زينب، لذا بدت فرحته بموسم العيد يشوبها بعض الحزن، حيث يُقبل الزبائن على شراء الأدوات الحادة المستوردة، ويعزفون إلى حد كبير عن شراء العدة «البلدى»: «بشتغل هنا فى المدبح بقالى أكتر من 40 سنة، والمنطقة مشهورة بورش سَنّ السكاكين وتصنيعها، ولينا زبونا الخاص، بنعمل كل حاجة.. سكاكين السلخ، الدبح، التقطيع، الساطور، عدة الجزارة، الأسياخ».
مهنة شاقة ورثها «عصام» أباً عن جد، لتصنيع الأدوات الحادة طوال العام: «الأسرة كلها بتشتغل فى السكاكين، وبتقوم بنفس خطوات التصنيع، بداية من الدق على السلاح، ثم التقطيع، بعدها بتدخل النار، لحد ما نوصل لمرحلة التشطيب وتركيب اليد الخشبية، وتفاصيل كتير مش سهلة، وبتطلب وقت ومجهود وفن فى الصناعة»، ورغم ذلك اضطر إلى بيع الأدوات المستوردة أيضاً لتنشيط مبيعاته واستجابة لرغبة الزبائن: «أسعارها بين 10 و150 جنيه، وكلها مستوردة من الصين، والزبون بيفضّلها عشان تقفيلها حلو شغل ماكينات، مش شغل يدوى أو بلدى زى ما بنسميه».
ويصف «عصام» الإقبال على الشراء هذا العام بالجيد، متوقعاً مزيداً من المكاسب مع اقتراب حلول عيد الأضحى: «الشغل كويس جداً، الجزارين فرحانين وبيشتروا أدوات، وفيه اللى بيسن السكاكين بتاعته عشان يستعد للذبح المنزلى»، وأسعار السن تدور حول 3 جنيهات للقطعة.
على مدار 10 سنوات، اعتاد محمد ياسر، تاجر بالسوق، استقبال مئات الزبائن قبل العيد بأسبوعين، خاصة الجزارين: «ماتعرفش تقف فى المدبح خالص فى الموسم، بيكون زحمة جداً، والكل عاوز يجهز عدة الدبح».
عدة الجزارة بـ150 جنيهاً.. والإقبال جيد
وتصل تكلفة عدة الجزارة المستوردة كاملة إلى 150 جنيهاً، بحسب «ياسر»: «عبارة عن سكاكين الدبح، والتقطيع، وسلخ الجلد، وكلها من مادة الصلب الاستانلس»، متفائلاً بالموسم الحالى، حيث يزداد الإقبال على مختلف أدوات التقطيع، خاصة «الساطور»، ويبيعه بـ 150 جنيهاً.
تعليقات الفيسبوك