عمل واحد لم يسعهم لطبيعة العلاقة بينهم لكن القدر كتب كلمته وجمعهم في يوم الرحيل، إنهم ثلاثة من عمالقة نجوم الفن الذين تحل ذكرى وفاتهم اليوم، ففي 27 يوليو عام 1980 توفي الدنجوان رشدي أباظة، وبعد 18 عاما في مثل ذلك اليوم عام 1998 رحل ملك الترسو فريد شوقي، أما المخرج العالمي يوسف شاهين فترك عالمنا عام 2008.
وعلى الرغم من الأعمال الفنية العديدة التي قدمها كل شخص منهم على الشاشة بمفرده لا يجمعهم فيلما أو مسلسلا واحدا، لكن استطاع ملك الترسو، أن يكون الرابط المشترك بين شاهين ورشدي، نظرا لتوتر العلاقة بينهما.
علاقة متوترة بين رشدي أباظة ويوسف شاهين لم ينتج عنها سوى فيلم واحد
"جميلة بوحيرد" الفيلم الوحيد الذي جمع بين الممثل رشدي أباظة والمخرج يوسف شاهين، والذي يحكي قصة المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد، والتي ساهمت في مقاومة الاحتلال الفرنسي للجزائر، مقدما دنجوان السينما المصرية خلاله شخصية "بيجار"، وذلك عام 1958.
لم يستطع كلا من أباظة وشاهين تقديم أعمال أخرى نظرا للمشادات المستمرة بينهم التي أكدها العديد من نجوم الفن، مثل الفنان حسين فهمي الذي كشف في برنامج "صاحبة السعادة" مع إسعاد يونس، أن رشدي رفض التعامل مع شاهين وعامله باستهتار وذلك خلال كواليس فيلم "الاختيار".
وأوضح حسين فهمي، أنه كان على اتصال دائم بيوسف شاهين، الذي كان يجهز في فترة عودته إلى مصر فيلم الاختيار الذي رشح فهمي لإخراجه وتمثيل يوسف شاهين، لكن شركة الإنتاج رفضت العالمي، ليرشح رشدي أباظة.
"رشدي أباظة كان مستهتر بيوسف شاهين، وقال كلام زي السم، وقاله أنا اشتغل معاك أنت"، ليقرر شاهين بعد تلك المشادة الاتفاق مع الفنان محمود ياسين الذي كان ممثلا مسرحيًا في تلك الفترة.
أعمال فنية وصداقة قوية جمعت بين فريد شوقي ورشدي أباظة
"رجل لا ينام، الأسطى حسن، بورسعيد، سلطان، جعلوني مجرما، وأسلاماه، كلمة شرف، وكر الأشرار، طريق الشيط" تلك مجموعة من الأفلام التي جمعت بين اثنان من نجوم الصف الأول رشدي أباظة وفريد شوقي، الذين ارتبطوا معا فنيا وشخصيا نظرا لصداقتهم الوطيدة.
ووصف الناقد السينمائي محمود عبد الشكور، العلاقة التي جمعت رشدي أباظة وفريد شوقي بالوطيدة، موضحا أنه جمعتهم مجموعة كبيرة من الأفلام فضلا عن علاقة صداقة واحترام متبادلة، ظهرت مع إنتاج رشدي أباظة فيلم "طريق الشيطان" الذي شارك به فريد شوقي في بطولته، وفقا لتصريحات صحفية سابقة له.
وفي العام الماضي، كشفت الفنانة رانيا فريد شوقي، عبر صفحتها الشخصية بموقع الصور والفيديوهات "إنستجرام" عن سر الصداقة القوية التي جمعت بين والدها والفنان رشدي أباظة، رغم تنافسهما على المستوى الفني، قائلة: "رغم نجومية ومنافسة العملاقين الدونجوان والملك إلا أن جمعتهم صداقة كبيرة على المستوى الفني والشخصي للأسف أنا ماكنتش اتولدت لكن كان بابا دايما بيحكي عن صداقتهما وكانت ثالثهم القمر نادية لطفي".
وأوضحت رانيا، أن الأصدقاء الثلاثة قرروا أن ينشئوا شركة إنتاج لكنها لم تكتمل بسبب انشغالهم بالأعمال الفنية، موضحة :"طلع في دماغهم الثلاثة يعملوا شركة إنتاج تجمعهم وفعلا أجروا مكتب وكانوا يتقابلوا يتكلموا وماكملتش الفكرة لأن أياميها كانوا مشغولين جدا بالتصوير في أفلام كتير من كتر ما هم مطلوبين عند الموزعين والمنتجين وفضلت صداقتهم مستمرة على مر السنين".
5 أفلام هي نتاج العلاقة بين فريد شوقي ويوسف شاهين
أما عن العلاقة بين فريد شوقي ويوسف شاهين، فنتج عنها ظهور 5 أفلام سينمائية هم "بابا أمين، صراع في الوادي، باب الحديد، نداء العشاق، إسكندرية ليه"، وعن التعاون بين الاثنين، قال الناقد السينمائي محمود عبد الشكور، في تصريحات سابقة لـ"الوطن" أن شاهين قدم شوقي في أفضل أفلامه وهو "باب الحديد"، موضحا "شاهين أخذ الفنان في منطقة مختلفة تمامًا وهو ما تجاوب معه فريد، حيث كانت الشخصية بعيدة عن أدواره في تلك الفترة القريبة من أعمال الأكشن".
تعليقات الفيسبوك