يجلس بهدوء داخل ورشته الخاصة، بعدما جمع كل ما يحتاج إليه من قطع الخردة التي اشتراها من شوادر الخردة، ليمسك بماكينة اللحام ويبدأ في تشكيل قطع الخردة بيد ماهرة خُلقت فقط من أجل الفن، ليصنع حسام حسين تحفة فنية متميزة لرأس الملكة الفرعونية نفرتيتي على نحو جعله أشبه بنحاتي الأسرة الفرعونية القديمة.
تفاصيل دقيقة حرص الفنان التشكيلي "حسام" صاحب الـ44 عاما، على إبرازها في ملامح رأس الملكة نفرتيتي، فأعاد إليها الحيوية من جديد، ليبرز عظمة الحضارة المصرية "مهتم بتراثنا المصري وبنشد الهوية المصرية في أعمالي الفنية".
درس "حسام" بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان ثم التحق بالدراسات العليا منذ عام 98 حتى عام 2004، وكان النحت هو التخصص الرئيسي له إلا أنه انجذب لعشق آخر من الفن وهو فن تشكيل الخردة في عام 2012، ليبدأ في صنع عدد من التماثيل والمنحوتات الفنية المختلفة باستخدام قطع الخردة الحديدية، والتي منها تمثال القط الفرعوني وحورس والحصان العربي المعروض حاليا في ميدان الزقازيق والذي بلغ ارتفاعه 4 أمتار وعرض في عام 2014.
"استهوتني الخردة جدا وبشوف في قطعة الخردة جماليات لا تنتهي بانتهاء وظيفتها وإنها عنصر يجب استغلاله فنيا".. كلمات عبر بها "حسام" عن عشقه لفن النحت وتشكيل الخردة، وكانت أولى تجاربه في الفن التجريدي من الخردة في عام 2012، "بعرض أعمالي في المعارض الفنية بهدف البيع والهواية كمان".
باستخدام ماكينة لحام كهربائية ولحام أكسجين، بدأ "حسام" في تشكيل الخردة وفرزها من أجل صنع تمثال رأس الملكة "نفرتيتي"، وعلى الرغم من الجهد والوقت المبذول، إلا أن الهدف الأساسي لـ"حسام" هو إظهار عظمة الحضارة المصرية.
وعن الصعوبات التي واجهها، أوضح "حسام" في حديثه لـ"الوطن"، أن الحفاظ على نسب ملامح الوجه وحجم الأعضاء مثل الأنف والعين والفم والأذن والمسافات ما بينهم، بالإضافة إلى إبراز التفاصيل الدقيقة لوجه تمثال الملكة "نفرتيتي"، كان من أكثر الأشياء صعوبة في تشكيل الرأس "تمثال الملكة نفرتيتي استغرق 4 شهور، 3 أضعاف تمثال الحصان العربي".
تعليقات الفيسبوك