وجدت دراسة جديدة أن الموسيقى قد تكون فعالة مثل الأدوية المهدئة أو المسكنات التي يتناولها المرضى العصبيون قبل إجراء جراحة لهم.
غالبًا ما تستخدم العقاقير المهدئة مثل الميدازولام لتهدئة المرضى، لكن هذه الفئة من الأدوية، البنزوديازيبينات، يمكن أن تتداخل مع التنفس وتدفق الدم ويمكن أن تسبب الهلوسة والعداء، وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن تسبب الإدمان، فهي مدرجة في جدول المخدرات.
لذا، أجريت دراسة بجامعة بنسلفانيا الأمريكية أثبتت أن الموسيقى، الهادئة على وجه التحديد، تقلل من مستويات القلق لدى المرضى مثلما تفعل الأدوية، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
القلق قبل الجراحة أمر مفهوم وشائع ويؤثر على أكثر من نصف المرضى، لكن العصبية يمكن أن تجعل أي عملية جراحية أكثر خطورة.
يؤدي القلق إلى دفع الجهاز العصبي إلى مستوى عالٍ ما يجعل المرضى أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم وتقلص الأوعية الدموية وعدم انتظام ضربات القلب وارتفاع درجة حرارة الجسم، ما قد يؤدي إلى مخاطر مضاعفات أعلى في الجراحة.
أظهرت الدراسات السابقة أيضًا أن المرضى الذين يشعرون بالقلق قبل إجراء عملية جراحية، مهما كانت بسيطة، قد يواجهون صعوبة أكبر في التعافي.
معظم أطباء التخدير والجراحين يعطون المريض حبوب البنزوديازيبين (البنزو)، وهي فئة فعالة للغاية من المهدئات، وتعمل عن طريق تضخيم تأثيرات ناقل عصبي يسمى GABA، يبطئ الناقلات العصبية السريعة في الأدمغة شديدة النشاط.
إبطاء هذه الناقلات العصبية يقلل القلق ويعطي تأثير بالهدوء، ولكن في بعض الأحيان تأتي هذه الأدوية بنتائج عكسية، ما يتسبب في الهياج والعداوة والقلق.
وحتى عندما تعمل كما ينبغي، فإن التأثير المسكن يخفف من معدل التنفس ومعدل ضربات القلب، يمكن أن تكون خطيرة أثناء الجراحة.
ووسط وباء المخدرات، يبحث الأطباء والمرضى على حد سواء بشكل متزايد عن بدائل للعقاقير التي تسبب الإدمان عندما لا تكون ضرورية على الإطلاق.
الموسيقى هي من بين أفضل المتنافسين على الطرق غير الدوائية لتخفيف الألم والقلق.
وفي الدراسة، أعطى باحثو جامعة بنسلفانيا بشكل عشوائي 80 مريضًا حقنة من العقار المذكور قبل 3 دقائق من إجراء جراحة معينة، وأعطوا 77 آخرين سماعات موسيقى قبل إجراء العملية 3 دقائق أيضا.
قيَّم الباحثون مستويات القلق لدى المرضى على نطاق موحد، ووجدوا، في المتوسط، أن لديهم نفس الانخفاض في القلق بعد الاستماع إلى الموسيقى وتناول العقار المخدر، ولكن بالطبع لم يكن للموسيقى آثار جانبية، ولكنه لم يكن بديلًا مثاليًا تمامًا.
قال المرضى والأطباء على حد سواء، إنه كان من الصعب التواصل عند استخدام الموسيقى بدلاً من الأدوية، وهو ما يعتقد الباحثون أنه ربما كان له علاقة بالسماعات التي كان بها خاصية إلغاء الضوضاء.
على الرغم من أن الموسيقى خفضت من قلقهم والشعور بالألم، إلا أن المرضى الذين استمعوا لموسيقى بدلا من تناول أدوية التخدير قبل الجراحة لم يشعروا "بالرضا" عن التجربة مثل أقرانهم المخدرين.
أرجع الباحثون ذلك إلى حقيقة أن المشاركين لم يتمكنوا من اختيار الموسيقى الخاصة بهم، على الرغم من أن التباين في مستويات الرضا قد يكون له مصادر أكثر تعقيدًا إلى حد ما.
تعمل الموسيقى على الناقلات العصبية وتحبط عمل هرمون الإجهاد "الكورتيزول"، بينما تعزز هرمون الشعور بالرضا أو السعادة "الدوبامين"، وقد تكون بديلاً غير مكتمل للعقاقير، لكنه بديل.
تعليقات الفيسبوك