مناضلا سياسيا يدافع عن حقوق أصحاب البشرة السمراء في موطنه بجنوب أفريقيا، يقف مخاطبا الجماهير بكلمات وحركات انفعاليه عملًا بمبدأ "إما الاستسلام أو القتال دفاعا عن أنفسنا، شعبنا، مستقبلنا وعن حريتنا"، إنه نيلسون مانديلا، الذي يحتفل العالم اليوم بذكرى ميلاده 101.
الصورة المعروفة عن زعيم الحرية الأسمر نيلسون مانديلا، الذي كافح للقضاء على التمييز العنصري ضد أبناء عرقه من قبل قوات الاحتلال التي منعتهم من تقلد المناصب بالدولة، كمناضل ومدافع، لم تكن الحقيقة الوحيدة عنه، فقد كانت له أوجه أخرى.
مانديلا الرياضي
في سنوات شبابه الأولى كان "أبو الأمة" كما أحب أن يطلق عليه، شغوفا بالملاكمة والجري لمسافات الطويلة، كما كان يحرص في سنوات حبسه التي دامت 27 عاما، على آداء التمارين الرياضية.
حب الملاكمة
كشف "مانديلا" في سيرته الذاتية "الطريق الطويل إلى الحرية" بمكانه رياضة الملاكمة في قلبه قائلا: "لم أكن معجبا بعنف الملاكمة بقدر إعجابي بالتقنية التي وراءها، فما كان يثير اهتمامي هو كيف يمكن للمرء التحرك لحماية نفسه، واستخدام استراتيجية الهجوم والانسحاب، وتنظيم تنفسه طوال المباراة".
وقد تدرب على الملاكمة لفترة، لكن احتراف السياسة حال دون استمراره، فأصبحت ملاذه التي يستعين بها للتخلص من ضغوط عمله، حيث قال في نفس الكتاب: "الملاكمة تساوي بين الجميع، في الحلبة يختفي السن والطبقة واللون، لم أمارس الملاكمة بعد دخولي عالم السياسة، وكان اهتمامي الرئيسي هو التدريب عليها، ووجدت أن المواظبة على التمرين يحد من التوتر، وبعد تدريب مشدد، كنت اشعر بالخفة جسديا وعقليا".
الصالة الرياضية
لم تشهد سطور كتابه فقط على هذا الشغف، فما زالت قاعة الملاكمة أو "مركز دونالدسون أورلاندو كميونيتي سنتر" في سويتو، مسقط رأسه، دليلا على ساعاته، التي قضاها بعيدا عن العمل السياسي، لتعلم مبادئ رياضته المفضلة في خمسينات القرن الماضي.
ويقول المدرب سينكي لانجا للمترددين على الصالة: "انظر، هذه هي الأثقال التي كان ماديبا "مانديلا" يستخدمها خلال التمرين، لقد صمدت طوال هذه السنين، وإلى هنا كان يأتي المناضل مانديلا ليتمرن خلال الأسبوع، لينسى صعوبات ومآسي كفاح غير متوازن ضد النظام الأبيض" وفقا لموقع 24 الإماراتي.
حزام بطولة العالم
وفي أحد جوانب منزل نيلسون مانديلا، الذي تحول إلى متحف فيما بعد، يمكنك أن تري حزام بطولة العالم الذي أهداه له الملاكم الأمريكي شوغر راي لينارد.
صورة وتمثال
وثقت الصورة التي التقطها المصور الجنوب أفريقي بوب جوساني عام 1953، لمانديلا، التي ظهر فيها مرتديا زي الملاكمة والقفازات، تلك العلاقة الوثيقة بينه وبين المصارعة، والتي جسدت بعد ذلك بسنوات في تمثال له، ارتفاعه ستة أمتار ومصنوع من المعدن الأبيض والأسود أمام مكتبه السابق في جوهانسبورغ.
كما أن أحد الصور الطريفة تجمعه بالملاكم العالمي "محمد على كلاي" ومانديلا يمازحه ويستعرض قدراته كملاكم.
تعليقات الفيسبوك