الاحتباس الحراري قد يحرمنا من بعض الأطعمة
قد لا نستطيع خلال السنوات القادمة الحصول على كثير من الأطعمة التي نفضلها، والسبب الرئيسي لتلك المشكلة "التغيرات المناخية" التي قد تحرمنا من وجبات عظيمة مثل السمك والبطاطس والقهوة والشوكولاتة.

من المتوقع، أن يتسبب الاحتباس الحراري في تقلص المساحات الزراعية، بسبب ارتفاع الحرارة التي تؤدي إلى جفاف التربة، وتغير اتجاه الرياح، ما يجعل المحاصيل غير قادرة على التكييف مع تلك المتغيرات، ورأت بعض التقارير العلمية أن استخدام الأسلوب العضوي في الزراعة مع ضرورة البحث عن بدائل لتقليل خطر الاحتباس الحراري.
محاصيل في خطر
استمتع بما تتناوله اليوم، فربما غدًا لن تسطيع الحصول عليه، فوفقًا لتقرير نشره موقع "بي بي سي العربي"، فإن ارتفاع الحرارة عالميا سيؤدي إلى موجات من الجفاف، وعدم انتظام الطقس، الذي سيؤثر بدوره على المحاصيل التي تتم زراعتها.

ومن أهم المحاصيل التي ستتضرر بسبب الاحترار العالمي، القهوة والشاي والشوكولاتة، لأن بذورها تحتاج إلى درجات حرارة مرتفعة وغياب الرطوبة لتنمو وتزدهر، ما يجعل أي تغيير في درجات الحرارة، أو الأمطار، أو جودة التربة، أو أشعة الشمس، أو سرعة الرياح قد يكون له تأثير كارثي على المحصول.

تقلص مساحات القهوة
من المتوقع وفقا لموقع "بي بي سي"، أن يتسبب الاحتباس الحراري في انحسار مساحات الأراضي الصالحة لزراعة القهوة إلى النصف بحلول عام 2050، وأن تندثر بعض أنواع حبوب القهوة تماما بحلول 2080. وانخفض محصول تنزانيا - أكبر وأهم مصدري القهوة في العالم - إلى النصف تقريبا خلال الأعوام الخمسين الماضية.
اختفاء البطاطس
ولا يتوقف تأثير التغيرات المناخية على الزراعات التي تحتاج إلى ظروف مناخية محددة وإنما امتد إلى محصول البطاطس، فعلى الرغم من كونه محصول جذري ينمو تحت الأرض، لكنها تعاني كغيرها من تكرار موجات الجفاف. فقد تسببت الموجة الحارة التي ضرب المملكة المتحدة في صيف 2018، تراجع محصول البطاطس بنسبة 25%، وانكمش حجمها بمعدل ثلاثة سنتيمترات للواحدة منها.

الخمور في خطر
وتعاني صناعات الخمور من خسائر كبيرة، بسبب موجات الجفاف، التي أدت إلى زيادة حلاوة محصول العنب، الذي جعل من الصعب تقطيره، وتراجع جودة المحاصيل لتغلق بعض المصانع معامل تقطيرها، مع تزايد تأثير الاحتباس الحراري على المحاصيل التي تعتبر المكون الأساسي لصناعاتها.
فترة نمو المحاصيل
كشفت الدراسة، التي نشرتها مجلة نايتشر كلايميت تشانج، عن تأثير الاحتباس الحراري على الفترة التي تستغرقها المحاصيل بين الزرع والحصاد، وبينت أن هذه الفترة ستكون أقصر كلما كانت الحرارة أعلى، وهذا يعني أن المحاصيل سيكون لها وقت أقصر للنمو والإنتاج، وأن مناطق زراعة الذرة في إفريقيا سوف تتأثر بذلك بحلول عام 2031.

ومن المتوقع، أن تختفي بعض المحاصيل الزراعية من جميع أنحاء العالم ما لم تستحدث أنواع جديدة منها؛ لأن درجة حرارة الأرض ترتفع بسرعة تفوق قدرة المحاصيل الزراعية على التكيف معها
وقال أندي تشالينور، المشرف على الدراسة، إن أثر هذه التغيرات سيكون في فترة حياة المحاصيل ما لم تحدث تغييرات في طريقة زراعتها. حيث ستقل فترات بقائها في الارض، مشيرا إلى أن هناك إمكانية لاستخدام الهندسة الوراثية؛ لإحداث تعديلات في جينات المحاصيل، للحصول على أنواع جديدة من المحاصيل بسرعة، ولكنها تستغرق وقت طويل لاختبارها وتعميم استخدامها، وبعد زراعة هذه المحاصيل الجديدة ستكون في مناخ أكثر حرارة من المناخ الذي طورت فيه.
ويرى متخصصون في المجال أن حل المشكلة يعتمد، على توفير الموارد المالية وتكثيف البحث للوصول إلى فصائل جديدة من المحاصيل تتحمل درجة الحرارة المرتفعة.
الزراعة العضوية.. الحل
مع ارتفاع درجات الحرارة في العالم وزيادة معدلات عدم الانتظام في الأنماط المناخية دعت منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) الدول للاعتماد على أسلوب الزراعة العضوية بدلا من نظيرتها المعدنية، حيث يمتاز الأول بقدرة كبيرة على تخفيف آثار تغير المناخ والتكيف معه، ويقوم على استخدام المسمدات العضوية، التي تزيد من الكربون العضوي في التربة، ما يؤدي إلى احتجاز كميات كبيرة من ثاني أوكسيد الكربون من الجو في التربة.

ويمكن تجنب انبعاثات التربة من أوكسيدات النيتروز والميثان باستخدام الأراضي المزروعة أو المراعي من أراضي المستنقعات التي جفت، وبالتالي تنخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، فينتج عن ذلك زيادة التنوع الحيوي، وتقليل الاحتباس الحراري.
تعليقات الفيسبوك