يرتبطون بأثير الراديو ومحطاته المختلفة، ويطلقون العنان لخيالهم لرسم صور لما يسمعونه، كما يجدون متعة خاصة فى متابعة مباريات كرة القدم بالصوت فقط، معتمدين على تحليل المعلق للقاء، ومدى نجاحه فى نقل الأحداث كما هى فى الطبيعة.
محال إصلاح الأجهزة القديمة انتعشت منذ انطلاق بطولة الأمم الأفريقية
مع انطلاق بطولة الأمم الأفريقية، قرر البعض متابعة المباريات عبر الراديو، والاستمتاع بكل تفاصيلها بالصوت فقط، من بينهم محمود كمال، صاحب محل لتصليح أجهزة الراديو بمنطقة باب الخلق، والذى لاحظ منذ بداية البطولة إقبالاً كبيراً من جانب الزبائن على تصليح أجهزتهم القديمة، ونفض الأتربة عنها، للاستمتاع بأجواء البطولة.
«عشاق الراديو صعب يبعدوا عنه، هو صديقهم فى الدنيا، وتخيل المباريات شىء ممتع، لذلك كانت البطولة مصدر رزق لنا»، حسب «محمود»، الذى خيّم الحزن على ورشته، وتأثر كثيراً بخروج المنتخب المصرى من البطولة: «الناس اللى كانت سايبة فى الورشة أجهزة راديو تتلمع وتتصلح جات تاخدها، كانوا مقررين يتابعوا مباريات المنتخب بالراديو، لأن الكورة بتهون عليهم ضغوط الحياة، وبتطلعهم من المود السيئ، لكن ده لا يمنع أن الشعب صاحب مزاج، بيحب يستمتع على طريقته، وهيسمع باقى مباريات البطولة بالراديو». ابتكر «كمال» دائرة راديو بمسجل تعمل بـ«ريموت كنترول»: «لكبار السن، وسعرها بيوصل لـ40 جنيه».
منذ أكثر من 40 عاماً، يتابع هشام محمود المباريات عن طريق أجهزة الراديو، برفقة أصوات المعلقين، حيث يضبط المؤشر باستمرار على موجات إذاعة الشباب والرياضة، ويجد متعته بتخيل الأداء فى الملعب: «متعود على كده من أيام كأس العالم 90، فيه جمل عمرى ما أقدر أنساها، سمعتها من المعلقين أثناء المباريات، لكن جيل اليومين دول من الشباب مايعرفوش قيمة الراديو لأنهم ماتعودوش عليه من صغرهم، ولا ليهم معاه ذكريات فى شبابهم».
لا ينسى «هشام» بعض الكلمات المأثورة للمعلقين، التى سمعها عبر الراديو فى مباريات مختلفة، ومنها «من مواليد منطقة الجزاء» للكابتن ميمى الشربينى، «الكورة إجوال» للكابتن محمد لطيف: «دلوقتى فيه معلقين كتير، لكن محدش يقدر ينسى الجيل الذهبى».
تعليقات الفيسبوك