السمت العام للسلوك الإنسانى هو التوافق بين ما يؤمن به والسلوك الذى يصدر منه فى إطار قواعد الأخلاق العامة والعرف، قد يتظاهر البعض بالصلاح والتقوى، معتقداً أن العبادات شىء والمعاملة شىء آخر ويفعل ما يشاء، وما يجعله يتخطى الجميع فى المخاتلة والفهلوة، وأنه يستطيع أن يخدع الجميع لكنه لن يستطيع أن يخدع كل الناس كل الوقت، وتناسى البعض الحديث الشريف: «الإيمان ما وقر فى القلب، وصدقه العمل»، ولذا قد نجد حالة من التناقض الواضح بين سلوك بعض الناس فى المعاملات فيما بينهم وبين أدائهم للشعائر والعبادات، وهذه الأفعال لا يفترض أن تتأتى ممن يضعون أنفسهم فى خانة الالتزام ويحيطون أنفسهم بهالة الإيمان، وكما يقول المتوكل الليثى: «لا تنه عن خلق وتأتى مثله، عار عليك إذا فعلت عظيم» وهذه الظاهرة أشبه بما يسمى: بالشيزوفرنيا أو الفصام؛ فهو يفصل بين العبادة وبين سلوكه فى معاملاته مع جيرانه ومع كل المتعاملين معه مادياً ومعنوياً، ولذا وددنا لو نضع بقعة ضوء على هذه الظاهرة التى نأمل لفت الانتباه لخطورتها خصوصاً على الأبناء. فالأمانة هى المسئولية التى يتحملها الجميع تكون أمام الله أولاً، ثم تجاه المجتمع والوطن الذى تعيش فيه! والكبار ليسوا كباراً بأعمارهم إنما الكبار بأعمالهم!.
أحمد حمزة نمير
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
تعليقات الفيسبوك