محمد شلضم
فى ليلة حلَّ بها الظلام، وأُسدل الستار على أحلام الجماهير، انطفأت فرحة محمد شلضم، الذى جاء من الإسكندرية لتشجيع المنتخب الوطنى، كعادته فى كل مباريات الفريق، حيث يتفنن فى تلوين جسده بمختلف الأشكال، بداية من رسم علم مصر وشعار البطولة، ونهاية بوضع ريش على رأسه، وتغطية جسده بالنسر وألوان العلم الثلاثة، لكن القدر لم يمهله لتنفيذ باقى أفكاره للأدوار المقبلة، بخسارة المنتخب أمام جنوب أفريقيا، وتوديع البطولة: «كنت هلبس الماتش الجاى شكل الأهرامات».
يحكى «شلضم» أنه ترك طفله الرضيع وزوجته وعمله كسائق فى الإسكندرية، وجاء لتشجيع المنتخب بهيئته المميزة، ليتفوق على مشجعى الدول المشاركة فى البطولة، مؤكداً أن صورته من الخارج تبدو جميلة ولافتة للأنظار، وتجذب الناس لالتقاط الصور التذكارية معه، لكنها متعبة وشاقة عليه، وتكلفه كثيراً من المال، حيث يستخدم ألواناً زيتية للرسم، ويستعين برجل لمساعدته مقابل 300 جنيه فى كل مباراة، فضلاً عن اضطراره لإزالة الرسوم من جسده بالبنزين والجاز، ما أتلف جلده: «الدكتور قال لى اللى بتعمله ده خطر، بس كنت مكمل حباً فى البلد».
لم تكن المرة الأولى التى يساند فيها الشاب العشرينى منتخب بلاده، بل كان فى أول الصفوف باستاد برج العرب، فى مباراة التأهل لكأس العالم، وقتها رسم طائرة عليها علم روسيا، وبالفعل تم التأهل للمونديال، ومن قبلها بطولة 2017، وكان يحلم فى البطولة الحالية بأن يحصد المنتخب اللقب الثامن، ويشارك الجمهور الفرحة، من خلال عدة أفكار لدور الـ8 والـ4 والنهائى حتى التتويج بالكأس: «جيت من إسكندرية، وما كنتش ناوى أرجع، دلوقتى مروّح حزين ومش قادر حتى أشيل الألوان من على جسمى من كُتر التعب».
رسم «شلضم» سيناريو كان يحلم بتحقيقه، وهو ارتداء الأهرامات الثلاثة فى المباراة المقبلة مزينة بألوان علم مصر، ثم فى ربع النهائى صورة محمد صلاح على جسمه، وفى النهائى كأس الأمم الأفريقية وشعار البطولة: «مفيش نصيب».
تعليقات الفيسبوك