"يا مصر قومي وشدي الحيل كل اللي تتمنيه عندي، لا القهر يطويني ولا الليل آمان آمان بيرم أفندي"، كلمات كانت حاضرة في كل مناسبة وطنية، يرددها المصريون في كل تحدي يستلهمون منها معاني القوة والعزيمة، ورغم رحيل صاحبها عن عالمنا منذ ربع قرن، إلا أن ألحانه وكلماته ما زالت في وجدان كل مصري عاش ملحمة أكتوبر، معجزة 25 يناير، إرادة 30 يونيو ومعركة التنمية واجتثاث الإرهاب من جذوره.
لم ير الشيخ إمام الدنيا بعينيه لكن رأها ببصيرته، فملأها بموسيقاه وأغانيه التي كانت مصدر إلهام المصريين في أقسى لحظاتها، هو الشيخ إمام عيسى صاحب أشهر مدرسة فريدة في التلحين والموسيقى، ورفض الانصياع لوالده في أن يكون شيخاً كبيراً، وتمرد على القيود المفروضة عليه، حالما بأن يكون فتى ذو شأن في عمل يحبه حتى أصبح من ألمع نجوم الموسيقى والتلحين.
تغيرت مسيرة الشيخ إمام عيسى الذي يوافق اليوم الذكرى الـ101 على ميلاده، عندما التقى بالشاعر أحمد فؤاد نجم عام 1962 عن طريق أحد جيرانه، الذى كان علاقة بنجم، وعرض عليه الذهاب إلى الشيخ إمام والتعرف عليه، وعندما التقوا حدثت ألفة وتقارب بينهما وأصبحا رفقاء درب حيث تلاقت أفكارهما.
قبل لقاء الشيخ إمام بأحمد فؤاد نجم، توقف عن التلحين نظراً لأنه لم يجد كلمات تشجعه على ذلك، رغم التقائه بعباقرة الطرب أمثال زكريا أحمد وأم كلثوم وغيرهم.
لكنه سرعان ما انطلق بعد تعارفه على "نجم" ليشكلا ثنائي غنائي أشاد به الكثيرون، والتفه حوله المثقفون، ولعبت أغانيهم دورا مباشرا في حراك الشارع العربي بفضل عبقرية الشيخ إمام، وكلمات أحمد فؤاد نجم، التي كان من أشهرها أغاني "أنا أتوب عن حبك أنا؟.. عشق الصبايا.. ساعة العصاري.. واه يا عبد الودود".
واكتملت الفرقة الموسيقية بانضمام عازف الإيقاع محمد علي إليهم لتشمل الفرقة التلحين والتاليف والغناء، ثم اتسعت بشكل أكبر عندما انضم إليها مجموعة من الشعراء أمثال: فؤاد قاعود، وسيد حجاب ونجيب سرور، وتوفيق زياد، ونجيب شهاب الدين، وزين العابدين فؤاد، وآدم فتحي، وفرغلي العربي، وغيرهم.
تعليقات الفيسبوك