من بين 700 ألف طالب وطالبة يدرسون في الدبلومات الفنية، استطاع 31 من الجنسين الحصول على أعلى الدرجات التي جعلتهم من الأوائل على مستوى مصر، ورغم الأماكن المحدودة المتاحة لهم في الجامعات على عكس طلاب الثانوية العامة، إلا أنهم لديهم أحلام قادرون للوصول إليها من خلال اجتهادهم والالتحاق بما يتمنوه بالدراسة.
إبراهيم محمد صديق الصغير من محافظة البحر الأحمر، غمرته السعادة بعدما حصل على المركز الأول على مستوى مصر في دبلوم المدراس الثانوية الفنية الصناعية نظام السنوات الثلاثة للتعليم والتدريب المزدوج، بمجرد إعلان الخبر واقترابه من تحقيق حلمه.
يتمنى "إبراهيم" الالتحاق بكلية الهندسة حيث إنه ينوي الخضوع لاختبارات المعادلة في الفترة المقبلة لتحقيق حلمه والوصول إلى هدفه قائلا: "سبب تفوقي ده هو أهلي اللي وقفوا جنبي من بداية التحاقي بفصول التعليم"، وفقا لحديثه لـ "الوطن".
محمد فؤاد أبوالفضل حصل أيضا على المركز الأول على مستوى جمهورية مصر في دبلوم الثانوية الصناعية بنسبة 99.1%، واستطاع خلال 3 سنوات تحقيق حلمه الذي يسعى إليه منذ التحاقه بمدرسة مياه الشرب الصحي في المنوفية.
أراد "محمد" الالتحاق بنظام مختلف عن الثانوية العامة ولم يتردد لحظة في دخول المدرسة التي لا يوجد منها سوى 4 فقط على مستوى الجمهورية، نظرا لحداثتها في مصر: "مدرستي بتقبل مجموع أعلى من طلاب الثانوية العامة".
ويحلم "محمد" منذ صغره الالتحاق بكلية الهندسة وينوي دخولها والتفوق والاجتهاد حتى يستطيع أن يكون أيضا من أوائلها: "أنا حددت هدفي من البداية" وفقا لحديثه مع "الوطن".
أما يوسف السيد عبادة الذي حصل على المركز الأول مكرر على مستوى الجمهورية نظام الخمس سنوات، التحق بمدرسة الشهيد شريف فتوح القماش الفنية المتقدمة بمحافظة الدقهلية خوفا من خوض تجربة الدراسة بالثانوية العامة، قائلا إنه اختار المجال الصناعي قسم "تبريد وتكييف" لسهولة المواد الدراسية بشكل كبير.
لم يتوقع "يوسف" أنه سيحصل على المركز الأول مكرر حيث تلقى الخبر أثناء فترة عمله، "كنت فاكر أخري اطلع الأول على المحافظة مثلا". ينوي "يوسف" الالتحاق بكلية الهندسة وتحقيق تفوق استكمالا لما بذله من جهد.
ورغم حصولها على مجموعٍ عالٍ يؤهلها لدخول الثانوية العامة، إلا أن الطالبة فاطمة محمد الشحات، المقيدة بمدرسة اللواء السيد محمد الزهيري الصناعية المشتركة، بقرية الصلاحات في مركز بني عبيد والتابعة لمحافظة الدقهلية، قررت الخضوع لرغبة والدها والالتحاق بالثانوية الصناعية لتفادي الصعوبات والضغوطات التي تنتج عن الثانوية العامة.
أحبت فاطمة المجال الهندسي والتي ورثته بالفطرة من والديها اللذين يعملان مهندسين زراعيين، وذكرت لـ"الوطن": "دخلت الثانوية العامة بمجموع 282.5، والدي قال لي: "الثانوي العام صعب جدًا، وكله توفيق من ربنا".
لم تفكر فاطمة في القسم الذي تريده فور دخولها الثانوية الصناعية، فقد التمس فيها معلميها الذكاء الذي يؤهلها لدخول مجال الهندسة، وبالرغم من تعدد الأقسام إلا أنها قررت دخول قسم التركيبات والمعدات الكهربية، "المدرسين كان ليهم عامل قوي في تشجيعنا على السير نحو الأفضل من خلال تأهيلنا سواء عمليًا ونظريًا على اجتياز المواد الدراسية وسرعة تلقيها".
وبصوت يملؤه الثقة والفخر تابعت فاطمة "ماكنتش جربت قسم الكهرباء ولما دخلت أول سنة وعرفت بيتكلم عن إيه حبيت القسم وقررت أتخصص فيه، وقدرت أثبت لنفسي ولكل الناس إني أقدر أحقق وأوصل لحلمي على مدار فترة الدراسة".
سعادة بالغة لم تكن تتوقعها أسرة فاطمة وهي اجتيازها جميع الطلاب وحصولها على المركز الأول بمجموع 692، وبنسبة تصل لـ98.8%، وقال والدها: "بنتي رفعت راسي وسط الناس وحققت آملى فيها ولما اتصل الوزير بيا يبلغني بنجاحها كنت طاير من الفرح وقولت ربنا كرمني في أولادي".
أرادت فاطمة تغيير نظرة المجتمع واقتصار بعض المهن والأقسام على الشباب وحسب، "إحنا مدرسة منتجة وقسم كهربا أعلى أقسام المدرسة إلى جانب وجود أقسام أخرى كالنجارة والمخصصة للشباب، وقسم أعمال صحية، وزخرفة وجرارات، وقسم ملابس، ورغم حبي لأعمال الزخرفة والرسم إلا أنني قررت دخول قسم الكهرباء، حاجة جميلة إن البنت تدخل قسم كهرباء".
"العلم مش محتاج تخصصات للشباب أوللفتيات، الفكرة قائمة على التعلم"، بهذه العبارة واصلت فاطمة حديثها، "مش محتاج تكره مادة علشان هتمتحن فيها، لازم تحبها علشان تذاكرها بحب، كان عندي حوالي 19 مادة".
"الصلاة وقراءة القرآن" كلمتا السر وراء تفوق فاطمة وحصولها على المركز الأول، بجانب الدعاء المتكرر من والديها اللذين كانا يثقان بها وبقدراتها في الوصول لما تمنته، حيث كانا يوفران لها كل السُبل التي تجعلها تصل لما تتمناه، وقال والدها "إحنا ناس على قد حالنا، بس الحمد لله ربنا قدرنا ومخلنهاش محتاجة لحاجة".
كانت فاطمة تنظم أوقاتها ما بين المدرسة والمذاكرة ووقت فراغها بين المادة والأخرى، كانت تميل لمشاهدة التلفاز وخاصة البرامج التعليمية إلى جانب التصفح عبر مواقع الإنترنت فيما يخص القسم الكهربائي الذي اختارته.
لم تقف فاطمة عند إعلان النتيجة وحسب بل قررت تخصيص فترة العطلة والإجازة على دراسة مواد المعادلة التي تؤهلها لاجتياز اختبارات المعادلة ودخول كلية الهندسة، "بدأت ادور على كتب المعادلة وبذاكرها علشان أقدر أنجح في الاختبارات".
وعن أحلامها وطموحاتها قالت: "نفسي أفيد البلد بحاجات كثيرة وأهمها توفير الكهرباء لكوننا شعب يستهلك الكهرباء بكثرة".
تعليقات الفيسبوك