في مكان هادئ بالقرب من محطة مترو "أرض المعارض" المواجهة لأحد بوابات استاد القاهرة الدولي، افترش إسلام الجوهري أحد أسوار المترو ووضع عليها أدواته التي يستخدمها في صناعة الإكسسوار، استعدادا لتصميم "حظاظات" تحمل اسم المنتخب وبيعها للمشجعين، الذين جاءوا أمس لحضور أولى مباريات بطولة كأس الأمم الأفريقية بين مصر وزمبابوي والتي انتهت بفوز المنتخب الوطني بهدف مقابل لا شيء، حيث سجل مهاجم جناح المنتخب المصري محمود حسن الملقب بـ "تريزيجيه" الهدف الوحيد في المباراة في الدقيقة 41.
لم يعبأ إسلام، صاحب الـ20 عاما بحرارة الشمس الحارقة وأخذ يتابع عمله بمساعدة بعض الأطفال الصغار الذي أكد أنه لم يعرفهم من قبل: "ده رزق ربنا.. قعدت هنا والأطفال دول وقفوا معي من غير ما أعرفهم"، فبينما هو يصمم الحظاظات لعرضها للبيع يفاجأ بهؤلاء الأطفال يعطوه أموالا مقابل حظاظات باعوها: "كل شوية ألاقيهم جايبين لي زباين أو بيدوني فلوس حد أشتري بيها"، وهو ما شجعه على أن يستمر في عمله برفقتهم: "عشان وقفتهم معايا بطلع حاجات هدايا من غير فلوس".
أدوات بسيطة عبارة عن: (خرز ملون وحروف وخيوط استيك ومقص صغير ومعادن متنوعة على هيئة كينج أو هياكل عظيمة)، هي كل ما يمتكله إسلام الذى يفضل العمل بيده أيا كان نوعه والإنفاق على نفسه كما تعود منذ الصغر: "حصل لي مشاكل وبدرس في تانية ثانوي منازل، وعشان كده بشتغل وأصرف على نفسي".
منذ 3 سنوات يعمل إسلام في هذا المجال يصمم حظاظات حسب ذوق الزبائن وبأسعار رمزية تبدأ من 5 -25 جنيها: "الحظاظة العادية بـ5 جنيه و10، وفى ناس بتجيب لي صور حظاظات من النت وعايزة تعمل زيها فبعمل لها بس سعرها بيكون غالي شوية عشان نوعية الخرز المستخدم"، موضحاً أنه لا يختلف معهم بالأسعار: "أنا بعمل حاجة بحبها وبرضى بأي مكسب منها طالما أنا مبسوط".
فكر الشاب العشريني في أن يشارك في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة في مصر، وحضر "إسلام" بحرفته إلى استاد القاهرة لكى يرفع مبيعاته في هذا الحدث الذي يحظى بتجمع كبير من الجماهير: "البطولة في مصر رزق لينا والناس بتحب الحظاظات وخاصة لو معمولة باسمها أو اسم اللي بيتحبه وفى الماتش ناس كتير عملت حظاظات خاصة بمصر".
تعليقات الفيسبوك