عمرو زكي
تعد تجربة عمرو زكي، مهاجم الزمالك ومنتخب مصر السابق، من أفضل القصص التي يجب على اللاعبين الصغار التعلم منها، وتجنب أخطائها، حيث يعد اللاعب مثالًا للتقدم الكبير في فترة قصيرة من الوقت، والانحدار بصورة أسرع في وقت أقل.
ومر عمرو زكي بعدد من المحطات في حياته الكروية، بدأت بالتألق مع إنبي في بداية صعوده إلى الدوري العام، ثم اللعب في منتخب مصر، ومن بعده الانتقال إلى نادي الزمالك، إلى أن جاءت النقلة الكبرى في مسيرته المهنية، وهي اللعب لصالح فريق ويجان أتلتيك بالدوري الإنجليزي، وقدرته على حصد لقب هداف الشتاء بـ"البريميرليج"، برصيد 10 أهداف.
بدأ زكي حياته في نادي المنصورة، وتألق معه حتي انتقل عام 2003 إلى نادي إنبي، وتألق معه تألقًا كبيرًا حتي حصل علي كأس مصر عام 2005 مع النادي، ما جعل المعلم حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب المصري آنذاك، يصر على ضمه للمنتخب في بطولة إفريقيا لعام 2006، وحصل "زكي" علي البطولة مع المنتخب الوطني، وانتقل إلى نادي لوكوموتيف موسكو الروسي، ولم يستمر هناك لعدم تكيفه مع ظروف الطقس.
عاد "زكي" من روسيا إلى نادي الزمالك، وظل في القلعة البيضاء متألقًا حتى انضم للمنتخب المصري في بطولة إفريقيا 2008، بـ"غانا" وحصل علي ثاني هدافين البطولة بأربع أهداف، متفوقًا علي الكاميروني مهاجم برشلونة السابق صامويل إيتو.
كان لتألقه مع المنتخب والزمالك في تلك الفترة السبب في رغبة نادي ويجان أتليتك الإنجليزي إلى استعارته من نادي الزمالك، وتمت الصفقة بمبلغ مليون ونصف المليون جنيه استرليني لمدة عام، وهو مبلغ كبير في تلك الفترة.
انتقل ذكي لإنجلترا وسط ترقب من الجماهير لما سيفعله المهاجم المصري، حيث أن وجود مهاجم مصري في تلك الفترة لم يكن رائجًا أو متوقعًا له النجاح، ويرجع ذلك لأن التجربة الوحيدة الشهيرة للإنجليز مع المهاجمين المصريين كانت تجربة أحمد حسام ميدو، والتي انتهت بالفشل.
ولكن سرعان ما أنهى "البلدوزر" دهشة الجماهير عندما أحرز هدفه الأول، في أول مباراة في الموسم، وشارك بهدفين في المباراة الثانية، والتي فاز فيها ويجان علي هال سيتي بخمسة أهداف دون مقابل.
وظل في تألق حتى جائت مباراته الأشهر التي أحرز فيها أهم هدف في حياته الاحترافية في شباك نادي ليفربول الإنجليزي في ملعب الأنفيلد، والذي جاء بطريقة "الدوبل كيك"، ما اعتبرته الجماهير ميلاد نجم جديد في الدوري الإنجليزي، ولفت أنظار إدارة نادي ليفربول للتعاقد معه، وبعدها أصبح هداف الدوري الإنجليزي، وتقدم نادي ويجان في تلك الفترة إلى طلب شراء اللاعب نهائيًا بمبلغ 8 مليون جنيه استرليني، لكن ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك السابق، رفض المبلغ، وطلب أكثر من 24 مليون جنيه استرليني.
وفي مطلع عام 2009، كانت الأمور بدأت تتغير بالنسبة لـ"زكي" وتحول إعجاب الناس إلى هجوم عليه، بسبب تدني مستواه، حيث أنهى الفريق الموسم وهو لم يسجل إلا عشر أهداف فقط، ودخل في نوبة من التأخر عن التمرين وعدم الذهاب له، وعدم إعطاء مواعيد إنهاء معسكرات المنتخب.
وفي نهاية الموسم، عبر المدير الفني للفريق الإنجليزي بروس، عن ضجره من اللاعب، موضحًا أنه لم يرَ في حياته التدريبية كلها لاعب غير احترافي مثل عمرو زكي، مشيرًا إلى أنه يستهين بالنادي والتدريبات والإدارة، ما دفع الإدارة إلى عدم التجديد مع اللاعب.
عاد "البلدوزر" إلى نادي الزمالك، وظل ثلاث مواسم داخل القلعة البيضاء لم يقدم فيها أي شيء يذكر، حتى قام النادي بإعارته إلى نادي هال سيتي الإنجليزي لستة أشهر، مقابل 600 جنيه استرليني، ولكن لم ينجح، فعاد إلى نادي الزمالك مرة أخرى، وأعاره إلى نادي معمورة العزيز سبور التركي، ولعب معه 8 مبارايات، ثم إلى نادي السالمية، ولعب معه 9 مبارايات.
وفي 1 يناير 2014، تعاقد اللاعب مع نادي الرجاء البيضاوي المغربي، ولكن تم فسخ العقد بالتراضي لإجراء اللاعب عملية جراحية في ألمانيا دون علم النادي، ثم انتقل إلى نادي العهد اللبناني، وبعد شهر واحد ترك النادي بسبب الإصابة.
وعاد اللاعب إلى مصر دون الوجود في أي نادي، حتي ظهرت أنباء عن عرض نادي دمنهورعلي نجم ويجان أتليتك الإنجليزي السابق للانضمام لصفوفه مقابل ربع مليون جنيه، ولكن فشلت برغبة اللاعب في الحصول علي 350 ألف.
وصرح "زكي" فيما بعد بأنه لا يعلم شيئًا عن مفاوضات دمنهور، ويستعد للاحتراف قريبًا، ولكن لم يكن هذا حقيقيًا، حيث أعلن "البلدوزر" اعتزاله كرة القدم نهائيًا، في أغسطس عام 2018، في حسابه الرسمي علي موقع "تويتر" لتنتهي قصة زكي مع الملاعب المصرية.
تعليقات الفيسبوك