15 عربة «كارتّة» فقط، هى ما تبقى من الوسيلة التقليدية الشهيرة التى كانت تجوب شوارع الإسكندرية، بين منطقتى محطة مصر وكرموز وغربال غرب الإسكندرية، وذلك بعدما ساءت أحوال سائقيها «العربجية» المادية خلال السنوات الأخيرة، لابتعاد المواطنين عن تلك الوسيلة، واستقلال الـ«توك توك» بدلاً منها.
«الكارتّة»، تتكون من عربة خشبية يجرها حصان، وبمثابة النسخة الشعبية للحنطور، وتضم مقعدين «دكتين» يتسع كل منهما لجلوس 3 أفراد، بينما يوجد مقعد ثالث فى الجهة الخارجية تجاه الحصان يجلس عليه 3 أفراد آخرين، لتصبح حمولة العربة 9 أفراد.
«خليل»: يوميتى 30 جنيه.. و«صلاح»: العربات متهالكة
رصدت «الوطن» معاناة سائقى «الكارتة»، فما بين ارتفاع درجة الحرارة وقلة الشغل، لم يجد رمضان خليل، 53 سنة، سوى تمديد جسده على الكرسى المواجه للحصان، منتظراً دوره فى الموقف، لتحميل عربته بالركاب وكسب 9 جنيهات خلال تلك الدورة، متحسراً على حاله، وحال أبنائه الـ8، يترجى المولى بأن تأتى له أى «سبوبة» من طريقة أخرى غير نقل الركاب لتُعينه على صعوبة الحياة، وتزيد دخله البسيط الذى يتراوح يومياً من 30 إلى 50 جنيهاً: «التوك توك بخمسة جنيه ويشيل 3، إنما إحنا عندنا الفرد بجنيه فقط، لكن الناس ماعندهاش طاقة أننا نحمل العربية». على بُعد أمتار قليلة من عربة «رمضان»، كان صلاح محمد، 58 سنة، وعصام أحمد، 63 سنة، يجلسان معاً داخل العربة الخشبية لـ«كارتّة عصام» الذى استضاف صديقه بها ليتحدثا معاً، ويتذكرا أمجاد الماضى: «أول ما اشتغلتها فى نهاية التسعينات كان الراكب أجرته بريزة يعنى 10 قروش، بس كان فيها خير عن الجنيه دلوقتى، والناس كانت بتفضلها، لأنها الوسيلة الوحيدة اللى كانت بتنقل أهالى غربال وكرموز وغيط العنب من عند المحمودية إلى محطة مصر»، حسب «صلاح». وأكد «صلاح»، أن رؤية المواطن لتلك الوسيلة تغيّرت، فى الماضى كانوا يعتبرونها وسيلة ترفيه عن النفس برفقة أطفالهم، إلا أنهم الآن يجدون فيها مللاً وتعباً، وهذا حقهم، فالعربات أصبحت متهالكة، وطالب «عصام» مسئولى التضامن الاجتماعى بتوفير معاش له، لكونه تجاوز الـ60، ويومية عربته حالياً تتراوح من 70 إلى 90 جنيهاً، ويحصل منها الحصان على قرابة 50 جنيهاً: «يعنى باصرف عليه أكتر من أهل بيتى».
تعليقات الفيسبوك