يحزن الإنسان عندما يفقد شيئاً عزيز عليه، قد يكون هذا الشىء هدية قيمة أو أياً من مقتنياته الثمينة، البعض قد ينسى ذلك فى وقت أقل من هؤلاء الذين يعيشون فى مشاعر حزينة لوقتٍ طويل.
هناك فهم مغلوط يخلط بين إهمال الإنسان للشىء وفكرة العمر الافتراضى له، فمهما كان الشىء الذى تمتلكه ثميناً جداً ومحبباً إلى قلبك فلا بد أن تدرك أن كل ما يوجد فى هذه الحياة يسمى «سلع استهلاكية» أو بمعنى آخر أن لكل شىء فى حياتنا عمراً افتراضياً مهما حافظنا عليه، فنصيحتى لك هى أن تحافظ جيداً على ما تمتلكه يداك ولكن لا بد أن تعلم أنه سيزول فى يوم ما وهذا الحديث ينطبق على الإنسان نفسه، فمهما حافظ الإنسان على صحته فإن ذلك سيحسن من جودة حياته ولكنه أيضاً له عمر افتراضى محدد.
وقد كتبت إليكم تصحيحاً لهذا المفهوم لكى ندرك أن الحياة غير ثابتة بطبيعتها وأن مقتنيات كل منا متغيرة من وقتٍ لآخر، فقد نبيع ما نملكه اليوم لنقتنى الأحدث وحتى علاقاتنا الإنسانية نفسها لها عمر افتراضى وإن طال، فتلك هى طبيعة الحياة، وأخيراً تذكر كلمات الحكمة التى تدعونا لعدم الاهتمام ببناء كنوز كثيرة على الأرض لأنه لن يتبقى من كل هؤلاء سوى الخير وأعمالنا الصالحة فقط.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
تعليقات الفيسبوك