عندما تقع فى زحام مرور فى طريق أو شارع ضيق وأنت تقود سيارتك، ثم تتوقف عن الحركة، ويأتى أمامك شخص «متطوع» ممن يحاولون تسيير المرور، ويقول لك: اطلع اتحرك» ويشير لك يميناً شمالاً، وهو يردد: «ما تخافش تعالى خُش ما تقلقش، إلى آخر الإشارات والتوجيهات، وأنت ما زلت فى حالة من القلق والضيق والضجر، تتحرك ببطء وحذر شديدين، تشعر وكأنك فى نفق ضيق يقيد حركتك، ويحبس أنفاسك، يتسرب الخوف والتردد إلى كل أحاسيسك، لتصبح أكثر غضباً، لأنك ترى الطريق فى أضيق حالاته، وبرغم وجود مَن ينبهك ويؤكد لك أنك تستطيع المرور بسلام، لكنك تظل على هذا الحال إلى أن تنفرج الأزمة، وتتخلص من هذا النفق وتخرج من عنق الزجاجة لتتنفس الصعداء، ثم تنطلق إلى حيث وجهتك، كثيراً ما يتعرض أغلبنا لمثل هذا الموقف لكنه فى الحقيقة هو تجسيد لما يحصل معنا فى حالة تراكم ذنوبنا ومعاصينا وتقصيرنا فى العبادة وبعدنا عن الطريق السوى الصحيح، فنزداد بعداً عن ربنا وتكثر الذنوب والمعاصى التى تجعلنا فى نفق مظلم، نكاد لا نرى أمامنا منفذاً، نشعر بأن ذنوبنا طابقة على قلوبنا ونفوسنا وتفكيرنا، هكذا الذنوب والخطايا تجعل صدره ضيقاً حرجاً، تحجب أشياء كثيرة عن محيط الرؤية الخاصة به، فالسيارة المذكورة سالفاً هى شخصيتك، أما ضيق المرور.
ناصر خليفة
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
تعليقات الفيسبوك