حوائط الشقة لم يتم دهانها منذ 25 عاماً، وبعد إلحاح من والدته للاتصال بصنايعية ليقوموا بأعمال نقاشة جاءته الفكرة بأن يقوم بالمهمة بنفسه كاملة، توفيراً للنفقات والوقت.
محمد سمير يفكر منذ فترة فى دهان حوائط الشقة التى يعيش بها مع أسرته، رافعاً شعار «لا للصنايعية»، ولم يتوقع أحد أن تكون النتيجة فى أفضل حالاتها، حيث قام بالبحث على موقع «يوتيوب» عن فيديوهات تشرح كيفية عمل النقاشة، ودرس الأمر جيداً، وقام بشراء أدوات الدهان والكميات المطلوب استخدامها: «نزلت للموّان اشتريت كل اللى محتاجه، وقعدت أسبوع فى مهمة النقاشة، والشقة فى النهاية اتغيرت بنسبة 180 درجة، بإيدى وبدون مساعدة أى صنايعى».
حسابات المصاريف والوقت هى التى قادت «سمير» إلى تحدى نفسه وقدراته الشخصية فى دهان الشقة، بعدما استقر على ألوان محددة.. حتى الصعاب التى واجهته، خاصة فى الأماكن التى كانت بها رطوبة، تخطاها، وتبدّل شكلها للأفضل فى النهاية: «لو صنايعى جه يشتغل فى الشقة هياخد فلوس كتير ووقت ويخنقنا، فقلت أعمل النقاشة بإيدى، والقرار كان موفق، والخطة نجحت».
تلقى «سمير» إشادة من أصحابه وأقاربه بعد إنجاز المهمة، واقترح على أحبابه فقط مساعدتهم بعمل النقاشة فى شققهم، بالإضافة إلى قراره دهان شقته الخاصة بنفسه: «الناس مش مصدقة إنى أنا اللى دهنت الشقة، وفاكرين إنى نقاش بجد، وبقيت أشرح لهم طريقة الدهان، وناس كتير عايزة تعمل زى ما أنا عملت».
لا يتوقف «سمير»، صاحب الـ25 عاماً، عن الاستكشاف والعمل فى مجالات مختلفة، فبخلاف تعلم النقاشة، تعلم أيضاً التصوير الفوتوغرافى، وصوّر أماكن مختلفة، كما تعلّم الطهى وعمل فى مطاعم متعددة، إلى أن قرر افتتاح مطعمه الخاص، وقام بتوضيبه ودهانه بنفسه، دون الاستعانة بصنايعية: «كسّرت بنفسى، وعملت حاجات كتير بإيدى، وشيلت الطوب من مكان للتانى، وبحاول أوفر فى النفقات قدر الإمكان».
تعليقات الفيسبوك