ليلة القدر
ينتظر المسلمون في شهر رمضان، ليلة القدر، والتي هي خير من ألف شهر، إذ اختصها الله -عز وجل - في كتابه العزيز، لما لها من ثواب وفضل كبير، وقال عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان".
قال تعالى: "ليلة القدر خير من ألف شهر"، وهناك عدة تفسيرات لتسميتها بليلة القدر، ويُقال إنها سميت بهذا الاسم لأن الله سبحانه يقدر ويكتب فيها ما سيجري خلال العام التالي.
وقيل إنها القدر، نسبة إلى الشرف وللتعبير عن المكانة العظيمة، وفي بعض التفسيرات فإنها ليلة القدر لأن العبادة فيها لها قدر عظيم، حيث تعادل 80 عامًا من العبادة، لمن قام الليل إيمانًا واحتسابًا.
من المعروف أن ليلة القدر هي إحدى الليالي الفردية في العشر الأواخر من شهر رمضان، إلا أنه جرى إخفاءها عن الجميع، حتى يقوم المسلمون بتعظيم جميع ليالي رمضان، فتحديد ليلة القدر سيجعل كثيرون يقدمون العبادات والصلاة خلال يوم فقط.
ليلة القدر هي أفضل الليال، قال تعالي عنها "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ" (القدر 3)، وقال فيها "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ، فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ" (الدخان:3،4).
يقول الله تعالي "إنا أنزلناه في ليلة مباركة"، وبحسب تفسير ابن كثير، فإن القرآن نزل جملة واحدة في اللوح المحفوظ، من السماء العليا إلى الدنيا، ثم نزل مفصلا على مدار 23 عامًا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وأطلق اسمها على سورة كاملة بالقرآن، ويقول الله فيها: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)"، ويقال إن الملائكة يتنزلون عند تلاوة القرآن ويحيطون بحلقات الذكر، وتصبح الأرض ممتلئة بالملائكة التي تنزل البركة والرحمة.
وقد ذكرت في الأحاديث النبوية ، حيث روي عن عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري قال رسول الله "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان" وقال رسول الله من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".
من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وتقدر العبادة والقيام خلال تلك الليلة بقيام وتعبد 80 عاما.
ولأن ليلة القدر ليلة عظيمة فإن الدعاء فيها يجب أن يكون محببا ومميزا، وروي عن أم المؤمنين، عائشة بنت أبي بكر - رضي الله عنها - في سنن الترمذي، أنها قالت: "يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني"، حديث صحيح.
تعليقات الفيسبوك